للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان شمس الملوك المذكور قد عزم على قصد الديار المصرية وادعى الخلافة وتلقب بالهادي، فكتب إليه عمه يوبخه ويقبح عليه فعله ويأمره بالرجوع إلى نسبه، وكان قد أساء السيرة مع أمرائه وجنده فوثبوا عليه وقتلوه (١). وقال ابن كثير: وكان إسماعيل هذا أهوج قليل التدبير، فحمله جهله على أنه ادعى أنه قرشي أموى وتلقب بالهادي، فكتب إليه عمه [العادل] (٢) ينهاه عن ذلك فلم يقبل منه بل تمادى في ذلك وأساء إلى الأمراء والرعية، فقتل وولي بعده مملوك من مماليك أبيه (٣). وكان سيف الإسلام طغتكين شجاعا شهمًا شديد السيرة مضيقا على رعيته، يشترى أموال التجار لنفسه ويبيعها كيف شاء، فجمع من الأموال ما لا يحصى، وكانت مدة ملكه اليمن ست عشرة سنة.

ملكشاه ابن تكش: مات في هذه السنة بنيسابور، وكان أبوه خوارزم شاه تكش قد جعل له الحكم على ملك البلاد وجعله ولي عهده، وخلف ملكشاه ولدًا اسمه هندوخان، فلما مات ملكشاه جعل خوارزم شاه تكش فيها عوضه ولده الآخر قطب الدين محمد، وهو الذي ملك بعد أبيه وغير لقبه من قطب الدين إلى علاء الدين وكان بين الأخوين ملكشاه ومحمد عداوة (٤) مستحكمة.

الست عذراء بنت شاهنشاه بن أيوب: توفيت في هذه السنة ودفنت في مدرستها التي داخل باب النصر (٥). وقال أبو شامة (٦): وفي عاشر المحرم توفيت الست عذراء بنت شاهنشاه أخت عز الدين فرخشاه، وهي التي نسبت إليها المدرسة العذراوية بدمشق بحضرة باب النصر.

وفيها دفنت الست خاتون والدة الملك العادل، توفيت في هذه السنة ودفنت بدارها بدمشق المجاورة لدار أسد الدين شيركوه، وقال أبو شامة: كانت وفاتها في سادس عشر ذي الحجة في هذه السنة، رحمها الله. (٧)


(١) ورد هذا الخبر بتصرف في الكامل، ج ١٠، ص ٢٤٨.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٧.
(٣) انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٥.
(٤) الكامل، ج ١٠، ص ٢٤٨.
(٥) نقل العينى هذه الترجمة من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٨.
(٦) الذيل على الروضتين، ص ١١.
(٧) نقل العيني هذه الترجمة عن البداية والنهاية، ص ١٣، ص ١٨؛ الذيل على الروضتين، ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>