للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر صاحب سنجار والخابور والرقة، توفي في المحروم من هذه السنة وكان حسن السيرة متواضعًا محبًا لأهل العلم إلا أنه كان شديد البخل. وقال ابن كثير: وكان محبًا للعلماء شديد المحبة ولاسيما للحنفية من بينهم، وقد ابتنى لهم مدرسة بسنجار وشرط لهم طعامًا يطبخ لكل واحد منهم في كل يوم (١)، ولما توفي ملك بعده ولده قطب الدين محمد بن زنكي (٢) وتولي تدبير دولته مجاهد الدين برتقش مملوك والده، وكان دينا عادلا كثير البر والإحسان إلى الرعية كافة والفقراء خاصة. (٣) وفي المرأة: وهو ابن أخي نور الدين محمود، وهو الذي قايض حلب بسنجار لم يزل مع صلاح الدين في غزواته مجاهدا، وكان ميمون النقيبة (٤) وكان السلطان يحترمه مثل ما كان يحترم نور الدين ويعطيه الأموال والهدايا والتحف الكثيرة، ولما احتضر أوصى إلى أكبر أولاده وهو قطب الدين محمد ويلقب بالملك المنصور (٥).

الملك بدر الدين آقسنقر هزار ديناري صاحب خلاط: مات في هذه السنة، وقد تقدم ذكر ملكهـ الأخلاط في سنة تسع وثمانين وخمسائة، ولما توفي استولى على أخلاط بعده خشداشه قطلغ، وكان مملوكًا أرمنيًا فملك أخلاط نحو سبعة أيام ثم اجتمع عليه الناس وأنزلوه من القلعة ثم وثبوا عليه فقتلوه، فلما قتل قتلغ اتفق كبراء الدولة وأحضروا محمد بن بكتمر من القلعة التي كان معتقلا فيها واسمها أرجاس فأقاموه في المملكة ولقبوه بالملك المنصور، وقام بتدبير أمره شجاع الدين قتلغ الدوادار. وكان دوادار شاهر من بن سقمان بن إبراهيم وكان قبحاقي الجنس، واستمر محمد بن بكتمر كذلك إلى سنة اثنتين وستمائة فقبض على أتابكهـ قتلغ المذكور وحبسه ثم قتله، فخرج عليه مملوك لشاهر من يقال له عز الدين بلبان، واتفق العسكر مع بلبان هذا وقبضوا على محمد المذكور وحبسوه ثم خنقوه ورموه من سور القلعة إلى أسفل وقالوا قد وقع واستمر


(١) إلى هنا توقف العينى عن النقل من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٨، كما ذكر هذا الخبر بتصرف في كل من مفرج الكروب، ج ٣، ص ٧٨، ص ٧٩؛ مرآة الزمان، ج ٣، ص ٢٩٣ - ص ٢٩٤.
(٢) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٣٣١، ترجمة رقم ٤٧.
(٣) لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه الترجمة. انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٨.
(٤) النقيبة: النفس والعقل والمشورة ونفاذ الرأي والطبيعة. انظر الفيروزآبادي، القاموس المحيط مادة "النقب" ج ١، ص ١٣٩.
(٥) مرآة الزمان، ج ٣، ص ٢٩٣ - ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>