للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدلت فلا جورٌ وصُلت فلا أذى … وقمت فلا زيغ وجدت فلا فقر

ففي غضب الشيطان باسُك والندى … وفي طاعة الرحمن سرُّك والجهر

لأنتم بني أيوب خير عصابة … لها الحمل بعد الله والمدح (١) والذكر

سماء عُلى تَهْدى مصابيح أُفقِها … وتُهدَى (٢) لنا من سُحَبها النَايل الدَثْر

وقال يمدحه أيضا بقصيدة منها:

الأفضل ابن أبيه أفضل ذو ندى … نسخت وُعود الجود منه نقود

ملك إذا وقف الملوك ببابه … لعايَنت مولًى والملوك عبيد

غيث إذا سحَّت سحايب جوده … جَزر الحيا ولراحتيه مدود

للبشر في قساته نُور إلى … ما يرتجي الراجون منه بريد

يقظ تنبَّه للثناء وكسبه … حين الملوك عن الثناء رقود

فإذا (٣) اقتنى الملك الكنوز رأيته … خرقا بما ملكت يداه يجود

مهلًا عليٌّ علوتَ حتى ما لِذِي … شرف إلى حيثُ ارتقَيت صُعُودُ

كم لج جيش للفرنج فخضنته … والدّارعون بحافتيه وُرُودُ

فنظمته بالرُمح وهو مبددٌ … ونثَرتَه (٤) بالسيف وهو عُقُودُ

صلّت سيوفَك حين صَلّت رُكعا … فيهم فهامُهم إليك سجود

أشرَفتَ في الزمن البهيم كما بدا … للصُبح من غسق الظلام عمود

فألِيّة بِكَ يا ابن من لسيوفُه … أبدا رقاب المشركين حصيد

لو كان حِلمُكَ للجبال موطدا … لم تلف بالزلزال وهي تميد

أو كان جودك للسحاب مُظاهرا … ما زالت الأنواءُ وهي تجود

أو كان (٥) عزمك للصَّوارم لم تُحِطْ … يوما بهن ولو أحطنَ عمودُ


(١) في د "والحمد".
(٢) في د "وتهدي".
(٣) في د "وإذا".
(٤) في د "ونشرته".
(٥) في د "ولو كان".

<<  <  ج: ص:  >  >>