للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن له في زمانه نظير، ولا عديل، ولا فيما بعده إلى وقتنا هذا مماثل، ولا مناظر ولا نديد.

وفى المرآة (١): وقد استعان بآيات الكتاب في كثير من رسائله، ورسائله عشر مجلدات. وسمع قائلاً يقول بيت شعر وهو هذا البيت:

لقد ضاع شعرى على بابكم … كما ضاع در على خالِصه (٢)

فقال: لو فعلت عَينا هذا البيت، لأَبْصر، وقال العماد: كان الفاضل ممدّحا مدح بمائة ألف بيت من الشعر.

وقال ابن كثير: امتدحه الشعراء فأكثروا. وله أشعار كثيرة جدًّا، فمن ذلك قوله:

سبقتم بإسداء الجميل تكرّماً … وما مثلكم فيمن تحدّث أو حكى (٣)

وقد كان ظنى أن أسابقكم به … ولكن بكت (٤) قبلى فهيج لي البكا

وله في بدء أمره:

أرى الكتاب كلهم جميعاً … بأرزاق تعمّهم سنيناً

ومالى بينهم رزق كأنى … خلقت من الكرام الكاتبينا

وسأل الملك العزيز عثمان بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف عن جارية من حظاياه أرسلت [٢٤٩] زراً من ذهب مغلف بعنبر أسود فأنشأ الفاضل يقول:

أهدت لك في العنبر في وسطه … زرّ من التبر خفى (٥) اللحام

الزرّ (٦) في العنبر معناهما … زُر هكذا مختفيا (٧) في الظلام

فعلم العزيز أنها أرادت زيارته في الليل.


(١) نقل العينى هذا الخبر من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٤.
(٢) "صالحه" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٤.
(٣) "فيمن يحدث أو يحكى" كذا في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٥.
(٤) "بكت" كذا في الأصل، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٥.
(٥) "رقيق" في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٦؛ "دقيق" في وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ١٦١.
(٦) "فالزر" في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٦؛ وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ١٦١.
(٧) "مستتراً" في وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>