للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقراجا فحاصروا بانياس وبها حسام الدين بشارة فقاتلهم فقتل ولده وأخرجوه من البلاد وتسلمها جهركس وتسلم قراجا صرخد. (١)

وفي تاريخ بيبرس: لما جاء العادل إلى نابلس خاف العاقبة وجعل يعمل الحيل والمكائد في التفريق بين الظاهر والأفضل، ويستفسد قلوب الأمراء الذين معهما، ووعد الظاهر إن هو فارق أخاه أن يملكه قطعة من بلاد الشرق التي بيده، وكاتب الظاهر زين الدين قراجا، وفخر الدين جهركس، واستمالهما وأرغبهما، واستقر الأمر أن يسلم الأفضل إلى قراجا صرخد وعشرة آلاف دينار وأن يعطى الأمير فخر الدين إياز [جهركس] (٢) عشرين ألف دينار، فسلم الأفضل صرخد إليهما كما تقرر، فغضب الظافر على أخيه الأفضل، وجرت بينهما بسببها منازعات اقتضت مفارقته وانفصاله عن الأفضل والظاهر.

وأما فخر الدين جهركس وزين الدين قراجا، فإنهما لما تسلما حصن صرخد سارا إلى الظاهر والأفضل وانحازا إليهما، فطابت قلوبهما وقوي عزمهما على فتح دمشق، فأخذ حينئذ فخر الدين جهركس، وقراجا، في التفنيد والتوقيف عن قتال دمشق، وظهر للظاهر والأفضل ذلك منهما، وهما أيضًا علما أن الظاهر والأفضل اطلعا على ذلك فهربا بالليل، وتوجها إلى بانياس فأرسل الظاهر إليهما وقبح فعلهما، فأعادا جوابه بأنه متى فتح دمشق كانا في خدمته. ثم إن الظاهر جد في حصار دمشق وقاتل بنفسه وأصابه في رجله سهم، وخرج جماعة من عسكره فانحل عزمه عن دمشق، ورجع إلى بلاده والأفضل معه ولم ينالا غرضا، ثم إن الأفضل أرسل إلى عمه العادل فطلب منه شميساط وسروج ورأس العين، فأنعم له بها. وحلف له عليها. وأرسل الظاهر إليه يطلب منه منبج وأفامية وكفر طاب، فأنعم له بها أيضا، فمضى الأفضل إلى شميساط وتسلمها وبقي بها إلى أن مات. (٣)

وأما ميمون القصري صاحب نابلس فإن العادل كان قد لاطفه قبل خروجه من مصر، فلم يلتفت إليه ولا أجابه وصار مع الظاهر، ولما رحل الظاهر عن دمشق رحل في


(١) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٩.
(٢) [جهركس] ما بين حاصرتين إضافة من الروضتين، جـ ٢، ص ٢٤٤.
(٣) ورد هذا الخبر بالتفصيل في الكامل، جـ ١٠، ص ٢٧١؛ نهاية الأرب، جـ ٢٩، ص ١٣ - ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>