للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلاب والناس، ومن لم يشعر به في أصول الحيطان، وكان في شهر رمضان نحوًا من ذلك، وفي شوال تسعة آلاف، وفي ذي القعدة اثنا (١) عشر ألفًا، وفي ذي الحجة [٢٦٠] نحوٌ منه. وكان ووقوع الموتان فيهم منذ شوال من سنة ست وتسعين وخمسمائة. (٢)

وقال ابن كثير: وفي هذه السنة وقع وباء شديد ببلاد عنزة بين الحجاز واليمن، وكانوا يسكنون في عشرين قرية، فبادت ثماني عشرة قرية لم يبق فيها ديار ولا نافخ نار، وبقيت أنعامهم وأموالهم لاقانى لها، ولا يستطيع أحد أن يسكن تلك [القرى] (٣) ولا يدخلها بل كان من اقترب إلى شيء من هذه [القرى] هلك من ساعته. وأما القريتان الباقيتان فإنه لم يمت [منهما] (٤) أحد ولا عندهم شعور بما جرى على ما حولهم من القرى، بل هم على ما كانوا عليه لم يفقد منهم أحد.

وفي المرآة (٥): وصلي إمام جامع الإسكندرية في يوم على سبع مائة جنازة. وقال العماد الكاتب: وفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة اشتد الغلاء والبلاء وخرج الناس حذر الموت من الديار، وتفرق فريق مصر في الأمصار. ولقد رأيت الأرامل على الرمال والجمال باركة تحت الأحمال ومراكب الفرنج واقفة بساحل البحر على اللقم يَسترق الجياع باللقم (٦)، وقالوا: إن الغلاء والفناء [اللذين] (٧) وقعا في هذه السنة لم يقعْ مثلهما في السنين الماضية في الإسلام إلا ما وقع في أيام المستنصر العلوي العبيدي.

قال ابن كثير (٨): ونهاية ما بلغ القمح في هذه السنة أعني سنة سبع وتسعين وخمسمائة إلى سلخها الأردب بستة دنانير. وقال العز بن تاج الأمناء: كان اشتداد الغلاء والوباء بالديار المصرية بحيث بلغ ثمن الأردب ستة دنانير مصرية، وخلا أهل الأعمال المصرية عنها فتفرقوا في البلاد، وصار إلى بلاد الفرنج منهم جمعٌ حُملوا إلى


(١) "اثني" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) ورد الخبر بتصرف في السلوك، جـ ١، ق ١، ص ١٨٨؛ ابن تغري بردي، النجوم، جـ ٦، ص ١٧٣ - ص ١٧٤.
(٣) "القرايا" كذا في الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٦.
(٤) "فيها" كذا في الأصل، والتصحيح من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٦.
(٥) نقل العينى هذا الخبر بتصرف من البداية والنهاية، جـ ٣، ص ٢٦، الكامل، جـ ١٢، ص ٨٠.
(٦) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٨.
(٧) "الذي" كذا في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٨) ورد هذا الخبر بتصرف في السلوك، جـ ١، ق ١، ص ١٩٠، ولم يرد في سنة ٥٩٧ هـ في ابن كثير كما ذكر العيني. انظر: البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٦ - ص ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>