للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى باب الفتوح بظاهر القاهرة خان السبيل، وله وقف كثير لا يعرف مصرفه، وكان حسن المقاصد جميل النية، ولما أخذ السلطان صلاح الدين مدينة عكا من الفرنج سلمها إليه، ثم استولى الفرنج عليها، ووقع أسيرا (١) في أيديهم، يقال: إنه أفتك نفسه بعشرة آلاف درهم. وقيل: أفتكه صلاح الدين بستين ألف دينار. وكانت له حقوق كثيرة على السلطان صلاح الدين وعلى الإسلام والمسلمين (٢) وقال ابن خلكان: والناس ينسبون إليه أحكامًا عجيبة في ولايته، وأن كاتب يقال له الأسعد المماتي له جزء لطيف سماه "كتاب الفاشوش في أحكام قراقوش" وفيه أشياء يبعد وقوعها منه، والظاهر أنها موضوعه، فإن صلاح الدين كان معتمدًا في أحوال المملكه عليه، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته ما فرضها إليه، وكانت وفاته في مستهل رجب من هذه السنة بالقاهرة، ودفن في تربته المعروفة به بسفح المقطم، بقرب البئر والحوض اللذين أنشأهما على شفير الخندق. (٣) وقال ابن كثير: ولما توفي احتاط الملك العادل على تركته، وصارت أملاكه وإقطاعه للملك الكامل محمد بن الملك العادل، وفي القاهرة داخل باب الفتوح الحارة المسماة بحارة بهاء الدين منسوبة إليه، وقراقوش لفظ تركي ومعناه بالعربي العقاب الطائر المعروف، وسمي به لشهامته وشجاعته (٤).

عز الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الملك بن المقدم، صاحب بلاد منبج، وقلعة نجم، وأفامية، وكفر طاب، وغيرها، توفي في هذه السنة وصارت البلاد بعده الأخيه شمس الدين عبد الملك بن محمد بن عبد الملك. (٥) وقال السبط: وأبوه محمد المقتول بعرفات، وكان إبراهيم شجاعًا عاقلًا، وله قلعة بارين، وأفامية، ومنبج، والراوندان، وعدة حصون. وكانت وفاته بدمشق (٦) في العقيبة.


(١) "أسير" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) ورد هذا الخبر بتصرف في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٣١، راجع أيضًا ترجمته في وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٩١ - ٩٢.
(٣) وفيات الأعيان، ج، ص ٩٢.
(٤) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٣١؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٣٠ - ص ٣١.
(٥) الذيل على الروضتين، ص ٢٠.
(٦) ورد هذا الخبر بالتفصيل في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>