للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد خاب من شبه الجزعة إلى درة … وسام قحبة إلى مستحسنة حرة (١)

أنا مغني وأخي زاهد إلى مرة … في الدار بئران (٢) ذي حلوة وذي مرة

وكان منحرفًا، عن علي - رضي الله عنه -، جري حديث قتل عثمان، وأن عليا كان بالمدينة، ولم يقدر على الوصول إليه، فقال ابن نقطة: ومن قتل في جواره مثل ابن عفان، واعتذر يجب عليه أن يقبل في الشام عذر يزيد، فأراد الشيعة قتله. (٣) وقال السبط: قبحه الله وأين وجه المشابهة بين الحالين! وابن زياد إنما أقدم بكتاب يزيد على قتل الحسين - رضي الله عنه - وقد خرج علي - رضي الله عنه - يوم الدار؛ لنصرة عثمان وفعل ما استطاع بقدر الإمكان، وقد كان يسحر الناس في رمضان، فوثبوا عليه ليلة، وكان الإمام الناصر في المنظرة وهو واقف يسحر، فعطس الخليفة [٢٧٢] فشمته ابن نقطة، فبعث له الخليفة مائة دينار، وحماه من الشيعة، فمات بعد قليل من هذه السنة. (٤)

قراقوش بن عبد الله الفحل الخصي الأسدي الملقب ببهاء الدين المكنى بأبي سعيد. كان خادم السلطان صلاح الدين، وقيل: خادم أسد الدين شيركوه عم السلطان صلاح الدين، فأعتقه. وقيل: من خدام العاضد آخر خلفاء العبيديين، ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية جعله زمام القصر، ثم ناب مدة بالديار المصرية وفوض أمورها إليه واعتمد في تدبير أحوالها عليه، وكان رجلا مسعودًا، وصاحب همة عالية، وهو الذي بنى السور المحيط بالقاهرة ومصر وما بينهما، وبني قلعة الجبل، وبنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام، وهي آثار دالة على علو الهمة، وعمر بالمقَسْ (٥) رباطًا


(١) ورد هذا البيت في أبي شامة كالآتي:
قد خاب من شبه الجزعة إلى الدرة … وشابه قحبة إلى مستجنة حرة
انظر الذيل على الروضتين، ص ٢٨.
كما ورد في ابن كثير الشطرة الثانية كالآتي:
وقاسي قحبة إلى مستحيية حرة
البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٣٢.
(٢) "بئرين" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٣) نقل العينى هذا النص بتصرف من الذيل على الروضتين، ص ٢٨؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٣٩ ص ٣٢.
(٤) نقل العينى هذا الخبر بتصرف من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٣١.
(٥) المقَسْ: أحد الموانئ على النيل، وكان يسمى أم دنين، فيه حصن ومدينة قبل بناء الفسطاط. ياقوت، معجم البلدان، ج ٤، ص ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>