للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها قصيدة في مدح صاحب بعلبك الأمجد بن فرخشاه:

زار وطرف النجم لم يرقد … مؤتزر من حسنه مرتد [٢٩٨]

أحور يحكي الخال في خده … نُقطة نَدٍ فوقَ ورد نَدِ

يا حسنه من زائر ما بدا … إلا وأنسى قمرُ الأسعد

ويا ضلالي فيه من بعد ما … كنت بمرأى وجهه اهتدى

فيا لها من ليلة لم يفز … بمثلها الهادي ولا المهتدي

إذا اجتلى في ليل أصداغه … من وجهه شمس صباح الغد

وعادل عنف فيه ومن … ينادم البدر ولم يحسد

ظن خلاصي في يدي فاعتدى … وقال يهوى قاتلًا لا يدى

فقلت لا ترح سلوى فقد … خلعت سُلواني علي عُودَّى

أأهجر العيش بهجرى له … وأخرج الفوز به عن يدي

وأنثنى عنه إلى غيره … لا وحياة الملك الأمجد

ومنها: (١) أعني من الحوادث، أنه اجتمع شابان ببغداد على شرب، فضرب أحدهما الآخر بسكين فقتله، وهرب فأُخذ فقتل، فوجد معه رقعة فيها بيتان من نظمه، أمر أن يُجعلا بين أكفانه، وهما قوله:

قدمت على الكريم بغير زادٍ … من الأعمال بالقلب السليم

وسوء الظن أن تعتدَّ زادًا … إذا كان القدوم علي كريم

وفي تاريخ بيبرس:

وفيها توفي أبو القاسم [أحمد] (٢) بن المقري صاحب الديوان، كان شابا حسنا يعاشر ابن الأمير أصُبَه فداعبه يومًا فرماه بسكين صغيرة فوقعت في فؤاده فقتله، فسلمه الخليفة إلى أخوته أولاد أصُبَه، فلما خرجوا به ليقتل أنشد: قدمت على الإله، البيتين. وفي روايته: بَلْ قلب سليم، وسوء الظن أن نَعتد.


(١) الكامل، ج ١٠، ص ٣٢١.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة من الجامع المختصر، ج ٩، ص ١٩٩، كما وردت ترجمته في النجوم الزاهرة، ج ٦؛ ص ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>