للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغداد بعد موت نور الدين أرسلان شاه، وكان عنده وسوسة كثيرة، ويقال: إنه كان يعامل في الأموال بمسألة العين (١) فلقيه قضيب البان فقال له: يا شيخ بلغني أنك تغسل أعضاءك بأباريق من الماء فلم لا تنظف اللقمة التي تأكلها؟! ففهم الشيخ ما أشار به إليه وترك المعاملة. وكانت وفاته بالموصل في رجب عن ثلاث وسبعين سنة. (٢)

ابن حمدون (٣) تاج الدين أبو سعد الحسن بن محمد حمدون، صاحب التذكرة الحمدونية، كان فاضلاً بارعاً، اعتني بجميع الكتب بالخطوط المنسوبة وغيرها، وولاه الخليفة المارستان العضدي، وكانت وفاته بالمدائن، وحمل إلى مقابر قريش.

البراوى الشيخ الكبير المعمر الرحلة أبو القاسم أبو بكر أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل البراوي النيسابوري، سمع أباه وجد أبيه وغيرهما وعن ابن الصلاح. وقال أبو شامة (٤): هو من أهل بيت الحديث رواية ودراية، ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة في رمضان، وقدم بغداد حاجاً في سنة تسع وسبعين، وتوفي بنيسابور في شعبان من هذه السنة [٣٣٦] عن خمس وثمانين سنة.

ابن سناء الملك (٥) القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن سناء الملك، أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، أحد الفضلاء الرؤساء، أخذ الحديث عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني، وكان كثير التخصص والتنعم وافر السعادة، محظوظاً من الدنيا، اختصر كتاب الحيوان للجاحظ وسماه روح الحيوان، وله ديوان جميعه موشحات سماه دار الطراز. ومن محاسن شعره بيتان من جملة قصيدة يمدح بها القاضي الفاضل. وهما بيتان:

ولو أبصر النظام جوهر ثغرها … لما شك في أنه الجوهر الفرد

ومن قال إن الجيزرانة قدها … فقولوا له إياك أن يسمع القد


(١) "الغنيمة" كذا في الأصل، والمثبت من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٨؛ الذيل على الروضتين، ص ٨٠، ومعناها "الربا" وهذا يتسق مع المعنى. انظر محيط المحيط مادة "عين"، ص ١٥٠٩.
(٢) انظر ترجمة ابن يونس في الذيل على الروضتين، ص ٨٠؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٥؛ الكامل، جـ ١٠، ص ٣٥٧؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٦٨.
(٣) انظر ترجمته في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٨؛ الذيل على الروضتين، ص ٧٩؛ الكامل، جـ ١٠، ص ٣٥٨؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦٨.
(٤) الذيل على الروضتين، ص ٨٠.
(٥) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، جـ ٦، ص ٦١ - ص ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>