للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع (١) الكبر ما تقلع ضرس الصبا من ضرسها … وكل ضرس فيها (٢) من الكبر مقلوع

وقد عزل ناظرها وقد علقنا بأنها … وصار ذاك الراتب من جانبي مقطوع

قولوا لها لا تسألي طبيباً عن مرض … الكبر ذي علة ضاع فيها علاج بختيشوع

المعين (٣) عبد الواحد بن الشيخ عبد الوهاب بن علي بن سكينة، مولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسافر إلى الشام في أيام الملك الأفضل على بن السلطان صلاح الدين يوسف، وبسط لسانه في الدولة فأرسل إليه من بغداد ابن التكريتي لقتله فوثب عليه مراراً بدمشق فلم يقدر عليه، وكتب إلى الخليفة كتاباً يتنصل فيه مما قيل عنه [٣٣٧] ويعتذر ويسأله العفو، فعفا عنه وكتب له كتاب أمان، فقدم بغداد فولاه مشيخة الشيوخ، وأُعطي رباط المشرعة، ثم بعثه في رسالة إلى جزيرة كيش (٤) ومعه جماعة من الصوفية فغرق في البحر ومن معه. سمع جده لأمه أبا القاسم عبد الرحيم شيخ الشيوخ، وأبا الفتح ابن البطي، وأبا زرعة وغيرهم.

حاجب الباب كمال الدين محمد بن الناعم (٥)، كان حسن الصورة قبيح الفعال، صادر جماعة وماتوا تحت الضرب، فلما قبض عليه ضرب ضرباً مُبرحاً فلم يقر بشيء، فمات تحت الضرب ورمي به في دجلة - كما كان يفعل بالناس- وظهر له بعد ذلك أموال عظيمة ودفائن كثيرة.

صارم (٦) الدين بزغش العادلي نائب القلعة بدمشق، توفي في صفر منها ودفن بتربته غربي الجامع المظفري، وهو الذي نفي الحافظ عبد الغني المقدسي إلى مصر، وبين يديه كان عقد المجلس كما ذكرناه.

أيبك (٧) فُطَيس الأمير المعروف، قتله مملوك له تركي بظاهر حلب في حمام في خامس عشر رجب من هذه السنة.


(١) "من" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٥.
(٢) "منها" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٥.
(٣) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ٧٩؛ الكامل، ج ١٠، ص ٣٥٧.
(٤) جزيرة كيش: جزيرة في وسط بحر عمان تعد من أعمال فارسٍ. انظر: معجم البلدان، جـ ٤، ص ٢١٥، ص ٣٣٣.
(٥) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ٧٩ - ص ٨٠، وأيضًا في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٥.
(٦) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ٨٠.
(٧) انظر: الذيل على الروضتين، ص ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>