للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بثياب وطعام ولاطفه وراسله وقال له [٣٣٨] [أنت] (١) شيخ كبير وبك نقرس وما يصلح لك قلعة، سلّم إلى كوكب وعجلون، وأنا أحلف لك على مالك وملكك وجميع أسبابك وتعيش بيننا مثل الوالد. فامتنع وشتم المعظم، فلما يئس المعظم منه بعث به إلى الكرك، فاعتقله واستولى على قلاعه وأمواله، وذخائره، وخيله. فكان قيمة ما أخذ منه ألف ألف دينار. (٢) من ذلك داره وحمامه داخل باب السلامة، ثم إن المعظم خرب حصن كوكب، ونقل حواصله إلى حصن الطور، الذي استنجده كما ذكرنا.

وفي تاريخ (٣) بيبرس: كتب العادل إلى ولده المعظم بالقبض على سامة فأمسكه وقبض على ابن فخر الدين جهاركس وأخذ معاقله التي كانت بيده.

وفيها توجه العادل إلى كوكب وحاصرها حصاراً شديداً وأخذها وأخذ منها أموالًا عظيمة وهذمها وعفى أثرها. فقال الرشيد النابلسي يمتدحه ويذكر الحال:

وفَّي لك المسعدان النصر والظفر … وطاوع العاصيان الدهر والقدر

بغير بدع وقد جدّت سعودك أن … دانت لك الأمتان البدو والحضر

أشرقت في ظلم الأيام مزدهرا … فأبلس النيران الشمس والقمر

قسوت بل لنت بل مازجت … ذاك بذا فافتَّن في راحتيك النفع والضرر

مازلت تصدر بالآمال ساعةَ لا … وردٌ يسوغ ولا عن مورد صدر

لله ما أنت سيف الدين من بشر … لا يستطيع الذي يستطيعه بشر

خطبٌ طوى وطغى حتى نَهَدْت له … فلان جامحه إذ يسهل الوعر

وشامخان رفيعا الأوج يحسر عن … أن يستطيعهما التأميل والنظرُ

في ذروتي مشمخر العز دونهما … من أن يُنالا تنال الأنجم الزهر

أوردت حُصّنك من تلك الحصون مُنىً … لولاك عز على وُرادها الصَّدَرُ

وكان أهلاهما قد أكدا حَلفا … أن ليس يُنْقَضُ من أمريهما المِرَرُ

يا ويحهم أوغرتهم بُنيً شمخت … مع اغترامك واستغوتهم حدر


(١) ما بين حاصرتين إضافة من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٧.
(٢) إلى هنا توقف العينى عن النقل من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٦ - ص ٣٦٧ ومن الجدير بالذكر أن صاحب الذيل على الروضتين ذكر أن قيمة ما أخذ منه ألف دينار. ص ١٠ - ٨١.
(٣) انظر هذا الخبر في النويري، نهاية الأرب، جـ ٢٩، ص ٥٩ - ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>