للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنها في العشر الثاني من ذي القعدة ووصلته الأخبار بأن المعظم سليمان شاه بن شاهنشاه هرب من زبيد وأن المدينة نهبت بأيدي الأجناد وأن الخطبة السعودية أقيمت بزبيد يوم الجمعة لسبع بقين من ذي الحجة من هذه السنة. وفي تاريخ بيبرس من سنة إحدى عشرة وستمائة. وقال بيبرس (١): وفي أول يوم من المحرم من سنة اثنتي عشرة وستمائة دخل المسعود زبيد وملكها من غير قتال، فقال في ذلك بعض الشعراء من قصيدة:

ليهنك الفتح ياذا الفضل والمنن … بشارة الملك قد جاءت من اليمن

فالآن من لفظ مسعود ومن يَمَنٍ … فالسعد واليمُن مقرونان في قرن

وسلمت له ثمانية (٢) حصون من تهامة وحاصر قلعة تعز، وكان سليمان بن شاهنشاه تحصن بها ونزل العسكر إلى أن فتح له الحصن المذكور وأمسك سليمان المذكور واعتقل به.

واتفق (٣) أن في هذه السنة أعني سنة عشر وستمائه قدم الملك الظافر خضر (٤) بن السلطان صلاح الدين من حلب بعزم التوجه إلى الحج إلى دمشق فنزل بالقابون (٥) يوم الأحد رابع شوال ثم انتقل إلى مسجد القدم (٦) خامسه، ووصل ابن عمه المعظم من حيث كان بنواحي حوران واجتمع به على جسر الخشب سادسه، وعمل له دعوة بداره تاسعه، ودعتهما جميعًا ست الشام إلى دارها ثامن عشرة، ورحل من دمشق متوجها إلى الحج في جمع من الحجاج تاسع عشر شوال، وخرج معه المعظم وودعه وتوجه نحو الجابية، واجتمع الحجاج ببصري، فرحل بهم الظافر منها ضحوة يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شوال الموافق الثاني عشر آذار، فسلكوا طريق تيما إلى مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- فحصل على الزيارة ثم أحرم بالحج فلما وصل إلى بدر رد من الطريق.


(١) انظر النويري، نهاية الأرب، جـ ٢٩، ص ٦٦.
(٢) "ثماني" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٣) ورد هذا الخبر في مرآه الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٩؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧١؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٦٣.
(٤) الذيل على الروضتين، ص ٨٣.
(٥) موضع بينه وبن دمشق ميل واحد في طريق القاصد إلى العراق وسط الباتين، انظر معجم البلدان، جـ ٤، ص ٥.
(٦) مسجد القدم: مسجد بدمشق، وأصله مشهد القدم وهو من الآثار في مدينة دمشق وغوطتها ويقال إن هناك قبر موسى بن عمران.
انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٦٣، حاشية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>