للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ بيبرس: وكان سنجر هذا صهر طاشتكين، وتوفي في هذه السنة. وفي المرأه (١): وتوفي في شوال وفتح له جامع القصر وصلي عليه قاضي القضاة ابن الدامغاني ومشى أرباب الدولة في جنازته ودفن بالشونيزية. وكان كبير الأعراب الذي طلب المال من سنجر من غُزيّة (٢) اسمه دهمش.

فارس (٣) الدين ميمون القَصْري، آخر من بقي من كبراء الأمراء الصلاحية مات بحلب في رمضان من هذه السنة، وهو منسوب إلى قصر الخلفاء الفاطميين بمصر، وكان السلطان صلاح الدين رحمه الله أخذه من هناك.

أيدغمش (٤) مملوك البهلوان، قتله خشداشه منكلي وقد ذكرناه عن قريب مفصلا.

سلطان المغرب محمد (٥) بن السلطان يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن بن على القيسي الكومي الملقب بالناصر، صاحب بلاد الغرب توفي لعشر خلون من شعبان من سنة عشر وستمائة وكانت مدة مملكته نحو ست عشرة (٦) سنة، وكان أشقر دائم الإطراق كثير الصمت، وكان في لسانه لثغة، وكانت ولايته في سنة خمس وتسعين وخمسمائه، وقد ذكرنا ترجمة أبيه وجده وأب جده.

وقال ابن خلكان (٧) وكان مولد السلطان محمد المذكور في سنة ست وسبعين وخمسمائه. قال والمغاربة يقولون: إن محمد بن يعقوب المذكور أوصى عبيده المشتغلين بحراسة بستانه بمراكش أن كل من ظهر لهم بالليل فهو مباح الدم، ثم أراد أن يختبر قدر أمره لهم فتنكر وجعل يمشي في البستان ليلًا فعندما رأوه جعلوه غرضًا لرماحهم، فجعل يقول: أنا الخليفة. فما تحققوا حتى هلك والله أعلم بصحة ذلك. ثم ولي بعده ولده [أبو يعقوب يوسف] (٨) بن محمد وتلقب بالمستنصر بالله، ومولده أول شعبان سنة أربع وتسعين وخمسمائه ولم يكن من بني عبد المؤمن أحسن وجها منه.


(١) سبط ابن الجوزي، جـ ٨، ص ٣٧٢.
(٢) غُزَيّة، موضع قرب فَيْد بطريق مكة، وفيد في منتصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة، انظر، معجم البلدان، جـ ٣، ص ٨٠٠ - ص ٨٠١، ص ٩٢٧.
(٣) انظر ترجمته في مفرج الكروب، جـ ٣، ص ٢٢٠؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٦٤.
(٤) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧١؛ الكامل، ج ١٠، ص ٣٦٠.
(٥) انظر ترجمته في المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٥.
(٦) "ستة عشر" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٧) انظر وفيات الأعيان، جـ ٧، ص ١٥.
(٨) "أبو يوسف يعقوب بن محمد" كذا في الأصل وهو خطأ والصحيح ما أثبتناه من، وفيات الأعيان، جـ ٧، ص ١٥؛ زامباور: معجم الأسرات، جـ ١، ص ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>