للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقام بها حتى توفي في جمادى الأولى وحمل إلى الكوفة فدفن بمشهد أمير المؤمنين. وكان جوادًا سمحًا كثير الصدقات والمعروف متواضعا.

الموفق (١) أحمد بن محمد بن عمر الأزجي، ويعرف بالموفق، نشأ بباب الأزج، وسمع الحديث من ابن كليب، وابن بُوش، وابن طبرزد وغيرهم. وكان فقيرًا، خرج إلى الشام واجتمع بالملك الظاهر صاحب حلب وقال له: قد بعث لك الخليفة معي إجازة، وتَقَوَّل على الخليفة، فخلع عليه وأعطاه خمسين دينارًا، ودار على ملوك البلاد، فحصل له منهم ثلثمائه دينار. قال السبط (٢): واجتمعت به في دمشق وقد رجع من زيارة القدس فقلت له: إلى أين انتهت زيارتك؟ فقال: إلى لوط. وكان مطبوعا وبلغني حديثه فقلت له: قد فعلت ما فعلت فلا نقرب بغداد. فقال: أتتك بخائن رجلاه. فقلت: ما أخوفني أن يصح المثل فيك. فكان كما قلت نزل إلى بغداد في سفينة من الموصل وصعد بباب الأزج إلى بيت أخته وقت المغرب، فلما كان بعد العشاء الآخرة طرق الباب طارق فقال: من هذا؟ فقال: كلّم من يطلبك. فخرج وإذا برجل فسحبه عن الباب وضربه بسكين حتى قتله، ثم صاح على الباب اخرجي خذى أخاك وما معه، فخرجت أخته وإذا به مقتول. فأخذت المال ودفنته في الليل.

الأمير سنجر (٣) بن عبد الله الناصرى الخليفتي، كانت له أموال كثيرة وأملاك وإقطاعات متسعة، وكان مع ذلك بخيلًا ذليلًا ساقط النفس، اتفق أنه خرج أمير الحاج في سنة تسع وثمانين وخمسمائه فاعترضه بعض الأعراب في نفر يسير ومع سنجر خمسمائه فارس فذل عن الأعراب فطلب منه كبيرهم خمسين ألف دينار فجباها سنجر من الحجيج ودفعها إليه. فلما عاد إلى بغداد أخذ منه الخليفة خمسين ألف دينار وردّها إلى أصحابها وعزله وولي طاشتكين.


(١) انظر ترجمته في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٦٩؛ الذيل على الروضتين، ص ٨٤.
(٢) انظر المرآة، جـ ٨، ص ٣٦٩.
(٣) انظر ترجمته في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧٢؛ الذيل على الروضتين، ص ٨٥ - ٨٦؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>