للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرانيين، اشتغل بدار الحديث بالموصل، ثم انتقل إلى حران، ثم رحل إلى بلاد شتي، وسمع الكثير من المشايخ شرقًا وغربًا وأقام بحران إلى أن توفي بها في هذه السنة، وكان مولده بالرها من سنة ست وثلاثين وخمسمائة وكان دينًا صالحا.

وقال أبو شامة (١): كانت وفاته يوم السبت الثاني من جمادى الأخرى، سمع بمصر الحافظ السِلفي وببغداد ابن الخشاب وشهدة وبأصبهان أبا عبد الله الرسمتي [٣٥٤] وغيرهم وكان صدوقا ورعًا.

الشيخ الفقيه كمال الدين (٢) مودود بن الشاغوري الشافعي، كان فقيها صالحًا دينا خيرًا متواضعا زاهدا، وكان يقرئ الناس الفقه بالجامع قبالة مقصورة الخطابة احتسابًا، ويشرح التنبيه للطلبة ويطول روحه على تعليمهم، مات في العشرين من المحرم ودفن بمقابر باب الصغير شمالي الحظيرة التي فيها قبر معاوية وغيرهم من الصحابة -رضي الله عنهم- وكتب على حجر على قبره أبيات حسنة من نظم الشهاب فتيان الشاغوري:

كم ضم قبرك يا مودود من دين … ومن عفاف ومن بر ومن لين

ما كنت تقرب سلطانا لتخدمه … لكن غنيت بسلطان السلاطين

نبكي عليك وعنا أنت في شغل … برد تسليم حُور خردّ (٣) عين

سقى الإله ضريحا أنت ساكنه … حتى تري منبتا خضر الرياحين

الوجيه (٤) الأعمى أبو بكر المبارك بن أبي طالب المبارك بن أبي الأزهر سعيد بن الدهان، النحوى الواسطى الملقب بالوجيه. ولد بواسط وقدم بغداد فاشتغل بعلم العربية والنحو، فأتقن ذلك وحفظ شيئا كثيرًا من أشعار العرب وسمع الحديث وكان حنبليا، فانتقل إلى مذهب أبي حنيفة -رضي الله عنه- ثم صار شافعيا وولى تدريس النحو بالنظامية، وفيه يقول الشاعر:


(١) الذيل على الروضتين، ص ٩٠.
(٢) الذيل على الروضتين، ص ٩٠، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٧.
(٣) "فرد" كذا في الذيل على الروضتين، ص ٩٠.
(٤) انظر ترجمته في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧٥؛ الكامل جـ ١٠، ص ٣٦٧، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٦، المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٦، الذيل على الروضتين ص ٩٠ - ص ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>