للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شيئين: الحج على بغداد، والثانى الاعتكاف بالرقة. فقال مبارك: وخرجت من حران في آخر شعبان أريد الرقة وبينما أنا بين مكة والرقة وإذا بنجابين بينهم رجل عليه بغلطاق أحمر، فقلت لأصحابي: هذه شمائل الملك المعظم. فقالوا: المعظم في دمشق إش جابه إلى هاهنا. فلما قربوا منا إذا به المعظم وقد أعيت ناقته فنزل وتحدثنا وأكلنا شيئا كان معنا وأعطانا ناقته وأخذ فرسي وقال: أين أخي؟ فقلت: في الزراعة، وساق واجتمعا، وفاوضه في أمر حلب، وكان الأشرف قد حلف لشهاب الدين طغريل الخادم وأنه أتابك محمد العزيز ولد الظاهر، فشق على المعظم ولم يقل شيئا وجاء إلى الرقة وأنا معتكف بالخانكاة وحضرا عندي وسار المعظم إلى دمشق وجهزني الأشرف إلى الحج وعمل [لي] (١) سبيلا مثل سبيله، وتوجهت إلى بغداد. قال: ثم حجيت [٣٥٨] وعدت من الحج على تبوك والعلي وجمعت بين زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وبين زيارة الخليل عليه السلام في المحرم ولله (٢) المنة. وفي الحديث: من زارني وزار إبراهيم (٣) عليه السلام في عام واحد ضمنت له على الله الجنة. وإن لم يتفق على نقل هذا الحديث الثقات، والأعمال بالنيات.

وقال أبو (٤) شامة: وكان المعظم سار من قرية العبادية (٥) بالمرج إلى أخيه الأشرف على الهجن في البرية، واجتمع به على مسألة (٦) بظاهر حران بعد أن كان ضلّ في سيره، ففاوضته في أمر حلب وذلك حين بلغه موت صاحبها ابن عمه الظاهر غازي بن صلاح الدين، وكان قد سبق من الأشرف الاتفاق مع القائم بأمرها، فرجع إلى العبادية بعد سبعة عشر يوما ولم يظهر للناس إلا أنه كان متصيدا.

ومنها (٧) أنه أحضرت الأوتاد الخشب لأجل نسر قبة الجامع بدمشق، وعدتها أربعة أعواد، طول كل واحد منها اثنان وثلاثون. ذراعا بذراع البحار، كانت قطعت من الغوطة


(١) ما بين حاصرتين ساقط من الأصل والمثبت من الذيل على الروضتين، ص ٩٣؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٧٦.
(٢) انظر مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٧٧.
(٣) "أبي إبراهيم" في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٧٧.
(٤) الذيل على الروضتين، ص ٩٢.
(٥) العبادية بالمرج: لم يذكر ياقوت سوى أنها قرية من قرى المرج.
(٦) "مسلة" كذا في الذيل على الروضتين، ص ٩٢.
(٧) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>