للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأدخلت من باب الفرج إلى المدرسة العادلية إلى باب الناطفانيين. وأقيم هناك لها صواري ورفعت ثم وضعت.

ومنها (١) أن في المحرم شرع في تحرير خندق باب السر، وهو المقابل لدار الطعم العتيقة المجاورة لنهر بانياس، وكان المعظم ومماليكهـ وعسكره ينقلون التراب، كل واحد يأخذ قفة يجعلها على قربوس سرجه ويمضون جميعا مع المعظم نحو الميدان الأخضر يفرغون القفاف ويرجعون يفعلون ذلك كل يوم. ثم انقسموا فرقتين؛ فكان المعظم وعسكره ينقلون يوما، وكان أخوه الصالح إسماعيل مع من انضم إليه من العسكر ينقلون يوما، والناس في الخندق يعملون، وكثير منهم يتفرجون، وكان كل يوم عمل الخندق على طائفة من أهل البلد، وعمل فيه الفقهاء والصوفية، ولم يبق أحد ونظم في ذلك أشعار كان يغني بها في الأسواق وتحت القلعة.

ومنها (٢) أنه وقعت فتنة عظيمة بين أهل الشاغور (٣) وأهل العقيبة (٤) واقتتلوا بالرحبة والصيارف، فركب الجيش مُلَبَّسين، وجاء السلطان المعظم بنفسه فحبس رؤسهم وسكتت الفتنة.

قال أبو شامة (٥): قبض على جماعة من مقدمي الحارات فيهم رئيس الشاغور، وأودعوا في السجن في السادس والعشرين من ربيع الأول.

ومنها (٦) أنه امتنع تجار الفرنج من الوصول إلى الإسكندرية وصار وصولهم إلى عكا بالبضائع وبيعهم بها، فحصل لملك عكا جملة وافرة وبلغ ضمان قصبها مائة وعشرين ألف دينار. وكانت سنة قليلة الأمطار غالية الأسعار.

ومنها أنه رتب بالمصلي بدمشق خطيب مستقل، وأول من باشرها الصدر مُعيد الفلكية (٧)، ثم خطب بعده بهاء الدين بن أبي البُسْر، ثم بنو حسان إلى الأن.


(١) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ٩٢.
(٢) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ٩٢؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٧٧؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٧١.
(٣) الشاغور: انظر ما سبق، ج ١، ص ١٤٩.
(٤) العقيبة: انظر ما سبق، ج ١، ص ١٤٩.
(٥) الذيل على الروضتين، ص ٩٢.
(٦) الذيل على الروضتين، ص ٩٣.
(٧) المدرسة الفلكية: داخل باب الفراديس أنشأها فلك الدين سليمان أخو الملك العادل سيف الدين أبي بكر. الدارس، جـ ١، ص ٤٣١ - ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>