للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العادل وبكى بين يديه وأخبره بما قال. فقال: العادل صدق كتاب الله أولى من كتابي. وكان يقول للعادل: ما أحكم إلا بالكتاب والسنة وأنا فما سألتك القضاء فإن شئت وإلا فأبصر غيري. ثم لما مات تولى القضاء بعده زكي الدين أبو العباس الظاهر بن يحيي الدين الذي كان قاضيا قبله، وعزل به الأمير الكبير بدر الدين محمد بن أبي القاسم بن محمد الهكاري باني المدرسة التي بالقدس الشريف، كان من خيار الأمراء يتمنى الشهادة أبدا فقتله الفرنج في حصن الطور في هذه السنة، ونقل إلى القدس الشريف ودفن بتربته بها وتربته مزار إلى الآن، وكان من المجاهدين وله المواقف المشهورة في قتال الفرنج وكان من أكابر أمراء المعظم يستشيره ويصدر عن رأيه ويثق به لصلاحه ودينه وكان سمحا لطيفا، دينا، عابدا، ورعا، بارا بأهله وبالفقراء والمساكين، كثير الصدقات دائم الصلات، بني بالقدس مدرسة للشافعية ووقف عليها الأوقاف وبنى مسجدا قريبا من الخليل عليه السلام عند يونس على قارعة الطريق رحمه الله.

الشجاع (١) محمود المعروف ابن الدباغ (٢) توفي في ذي القعدة، وكان من أصحاب العادل من زمن الشبيبة وبقي معه في زمن السلطنة مضحكا له، وحصلت له ثروة عظيمة، وداره بدمشق جعلتها زوجته عائشة مدرسة للفريقين، الحنفية والشافعية بخطيرة باب الفرج، ووقفت عليها أوقافا دارة.

الشيخة العالمة الزاهدة شيخة العالمات بدمشق وتلقب بدهن اللوز، ماتت في هذه السنة.


(١) البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٨٥؛ الذيل على الروضتين، ص ١٠٨.
(٢) "الدماع" كذا في ابن كثير، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>