للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل الملك المعظم شرف الدين عيسى أخو الكامل من دمشق إليه، فشكا له حاله وما أراد ابن المشطوب أن يعمله معه، فقال: أنا أكفيك أمره. وركب المعظم وجاء حتى وقف بفرسه على باب خيمة ابن المشطوب، فجرى إليه وتلقاه، فقال له: يقوم الأمير عماد الدين لنتفق على نصب المنجنيقات على أطراف البحر، وترتيب اليزك ومصلحة المسلمين فركب مسرعا، فلما سار معه قليلا واستدرجه المعظم حتى أخرجه عن الخيام، أحاط به عسكر المعظم وأنزلوه عن جواده وركّبوه بغلة وسُيِّر إلى الشام. فقصد الأشرف مظفر الدين موسى وأقام في خدمته، وتوجه الفائز إلى الشرق، واستقر حال الكامل وأعاد الصاحب صفي الدين بن شكر إلى الوزارة ليحصل الانتفاع به في استخراج الأموال، وتحصيل ما ينفق في الغزاة إعانة لهم على ما هم بصدده من القتال. وكان المذكور قد نفى إلى الشام عند عزله فأعيد، وَجَبَى من التجار وأرباب الأموال شيئا (١) يقال له التبرع.

وقال ابن كثير (٢): وأعيد الوزير صفي الدين عبد الله بن على بن شكر من بلاد الشرق من آمد إلى دمشق بعد موت العادل، وكان العادل قد نفاه كما ذكرنا.

وفي المرآة (٣) وفيها قدم الصاحب صفي الدين بن شكر وزير العادل وكان العادل قد نقم عليه فنفاه إلى الشرق، فمضى إلى آمد فأقام بها، فلما مات العادل كتب ابنه الكامل من مصر إليه يطلبه، فقدم دمشق في هذه السنة ونزل بظاهرها ببيت [أرانس] (٤) في دار المؤيد العقوباني فخدمة المؤيد، وكان قد قَلّ نظره فأقام أياما ثم توجه إلى مصر.

وقال أبو شامة: وقيل: إن قدومه من الشرق (٥) كان بعد هذه السنة. وقرأ بهاء الدين بن أبي اليسر بين يديه ببيت [أَرَانِس] مقامة في مدحه من إنشاد الشيخ أبي الحسن السخاوي (٦)، سماها "محاضرة العلماء ومحاورة الفقهاء في أوحد الكبراء وسيد الوزراء"،


(١) "الشيء" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) انظر البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٨٧؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٣؛ الذيل على الروضتين، ص ١١٩ - ١١٥.
(٣) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٣.
(٤) "رانس" في الأصل، وفي مرآة الزمان "برانس"، وفي الذيل على الروضتين، ص ١١٤ "دانس". والمثبت من ياقوت. معجم البلدان، ج ١، ص ٧٧٥.
وبيت أَرَانِس: من قرى الغوطة بدمشق.
(٥) "المشرق" في الذبل على الروضتين، ص ١١٤.
(٦) "البخاري" في النيل على الروضتين، ص ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>