للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وحقك وصف صورة حاله … حقا وحملتُه وذا تفصيلُه

وكفاك يا ابن الأكرمين بأنه … أضحى عليك من الورى تعويلُه

حقِّق رجاه فيك يا من لم يخب … أبدا لراجي جوده تأميله

واذخر ليوم البعث فعلًا صالح … الله ضامنُ أجرِه وكفيلُه

فأمر الكامل أهل مصر والقاهرة بالخروج إلى المنصورة فخرجوا، وأرسل إلى أخيه لأشرف مظفر الدين موسى يستدعيه لنصرته على الفرنج وتابع إليه الكتب (١). وكان فيما كتب له به هذه الأبيات:

يا مسعفى إن كنت حقًا مسعفى … فارجل بغير تلبث وتوقف

واحثث قلوصك مرقلا أو موجعا … بتحشم في سيرها وتعسف

واطو المنازل ما استطعت ولا تنح … إلا على باب المليك الأشرف

وأقر السلام عليه من عبد له … متوقع لقدومه متشوف

وإذا وصلت حماه فقل له … عني بحسن توصل وتلطف

أن تأت عبدك عن قليل تلقه … ما بين كل مهند ومثقف

أو تبطء عن إنجاده فلقاؤه … بك في القيامة في عراص الموقف

وقال ابن كثير (٢): ولم يزل الفرنج مضايقين دمياط حتى هجموها في عاشر رمضان من هذه السنة، فقتلوا وأسروا من بها، وجعلوا الجامع كنيسة، واشتد طمع الفرنج في الديار المصرية، وحين أُخذت دمياط ابتنى الملك الكامل مدينة سماها المنصورة عند مفترق البحرين الآخذ أحدهما إلى دمياط والآخر إلى أشمون طناح (٣) ونزل بها بعساكره.

وفي المرآة (٤): وفي شعبان أخذت الفرنج دمياط، وكان المعظم قد جهز إليها ابن الجرحى ومن معه، وصفوا رؤوس القتلى على الخنادق، وكانوا قد طموا الخنادق،


(١) ورد هذا الخبر في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣٣؛ المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٢٢.
(٢) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩١.
(٣) أشمون طناح: أو أشموم من أقدم المدن المصرية واسمها القبطى Chemoum Ermam وسماها العرب أشمون الرمان نسبة إلى اسمها القبطي، وسميت أيضا أشمون طناح نسبة إلى طناح التي كانت معها في كورة واحدة، وأشمون الرمان هي الآن قرية عادية من قرى مركز دكرنس محافظة الدقهلية.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٢٨٢.
(٤) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>