للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي حنيفة - رضي الله عنه - وشرح الجامع الكبيره وغيره، وكان يروي كتاب "الشمائل" للترمذي وغيره، وكان سيدا عاقلًا فاضلًا ورعًا دينا.

محمد (١) بن جميل، صاحب مخزن الخليفة، مات ببغداد، ومولده بهيت (٢)، وكان فاضلًا بارعًا.

محمد سبط (٣) العقاب، ولقبه بدر الدين، وهو الذي ضم إليه الخليفة ولدى ولده إليه لما خرجا إلى ششتر (٤)، وأرسله الخليفة إلى الأشرف مرارًا، وكان فقيرًا فحصل له مال عظيم، فبعثه الخليفة إلى الأشرف في هذه السنة، فبدا منه عند الأشرف دناءة نفس وسقوط هِمَّة، وبلغ الخليفة، وكان قد حظى عنده وبلغ أعلى المراتب، فلما عاد من الرسالة اعتقله في داره، وقيل له: بعثناك إلى ششتر فخُنت في المال، فاعمل حسابك. فأصبح في داره مصلوبًا. فقيل: إنه صلب نفسه. وقيل: بل غلمانه صلبوه. وقيل: بل الموكلون به. ولم يغسل ولم يكفن ولم يصل عليه، وحُمِل إلى مقابر المُقَتَّلين، فدفن بها. وقال الناس: إن في ذلك لعبرة.

ريحان (٥) بن تكان بن موسك أبو الخير، المقري، شيخ السبط، كان صالحا سليم الصدر، أقام بالحربية سبعين سنة، يُقرئ الناس القرآن، فختم ألوفًا، وكان من الأبدال. وقال السبط (٦): قرأت عليه القرآن، وسمعت الحديث، وأُضر في آخر عمره، وكانت وفاته في صفر، ودفن بمقابر أحمد، روي عن أبي الوقت وغيره.

صاحب سنجار المنصور (٧) محمد بن عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي، مات في هذه السنة، وأبوه كان ختن نور الدين محمود بن زنكي على ابنته، وكان المنصور هذا


(١) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٢٠.
(٢) هيت: سميت هيت لأنها في هوة من الأرض. وهي بلدة على الفقرات من نواحي بغداد فوق الأنبار.
انظر: معجم البلدان، ج ٥، ص ٤٢٠ م ص ٤٢١.
(٣) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٠٠.
(٤) ششتر: ويقال لها تُسْتَر وهو تعريب ششتر، وهي أعظم مدينة بخوزستان. معجم البلدان، ج ١، ص ٨٤٧ - ص ٨٤٨.
(٥) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٨؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٦٧.
(٦) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٨.
(٧) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٢٠؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٣١؛ المختصر، ج ٣، ص ١٢٢؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٩؛ الشذرات، ج ٥، ص ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>