للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملكًا عادلًا، وهو الذي حصره الملك العادل أبو بكر بن أيوب، ثم رحل عنه بشفاعة الخليفة الإمام الناصر لدين الله، وخلف عدة أولاد: سلطان شاه، وزنكي، ومظفر الدين وغيرهم.

الخاتون الجليلة المصونة ست (١) الشام، بنت أيوب بن شاذى، أخت الملوك: السلطان صلاح الدين، والسلطان الملك العادل، والمعظم تورانشاه، وكانت شقيقة المعظم، كان لها من الملوك محارم خمسة وثلاثون ملكًا منهم الملك المعظم تورانشاه صاحب اليمن، وهو مدفون عندها في تربتها في القبر القبلى من الثلاثة، وفي الأوسط منها زوجها [٤٠٠] وابن عمها ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بن شاذي صاحب حمص، وكانت قد تزوجته بعد أبي ابنها حسام الدين عمر بن لاجين، وهي وابنها حسام الدين عمر في القبر الثالث. ويقال للمدرسة والتربة: الحسامية (٢) نسبة إلى ابنها هذا حسام الدين عمر بن لاجين، وكان من أكابر الأمراء عند خاله صلاح الدين يوسف بن أيوب، وكانت ست الشام من أكثر النساء خدمة وإحسانا إلى الفقراء والمحاويج، وتعمل في كل سنة في دارها بألوف من الذهب أشربة وأدوية وعقاقير وغير ذلك، فتفرق على الناس، وكانت وفاتها يوم الجمعة آخر النهار، السادس عشر من ذي القعدة من هذه السنة، في دارها التي جعلتها مدرسة، وهي الشامية الجوانية، ونقلت منها إلى تربتها بالشامية البرانية، وكانت جنازتها عظيمة حافلة جدا (رحمها الله تعالى).


(١) الذيل على الروضتين، ص ١١٩؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٢؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٨ - ص ٣٩٩؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٦٧.
(٢) المدرسة والتربة الحسامية: بالعونية على الشرف الشمالي من دمشق وأنشأتها أم الأمير حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين، وهي الشامية البرانية ونسبت إليه.
انظر: الذيل على الروضتين، ص ١١٩؛ الدارس في تاريخ المدارس، ج ٢، ص ١٤٣، ص ١٤٤؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>