للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحركه فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبًا حتى يخلص لك نسبي .. فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله .. قد خلص لي نسبك .. والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين .. قالت عائشة: فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله .. وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هجاهم حسان فشفى واشتفى قال حسان: (١)

هجوت محمدًا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمَّد برًا تقيًا ... رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالده وعرضى ... لعرض محمَّد منكم وقاء

ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء

يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء

تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتموا عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء

وقال الله قد أرسلت عبدًا ... يقول الحق ليس به خفاء

وقال الله قد يسرت جندًا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء

فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له [كِفَاءُ] (١) (*)

بهذا المستوى من الشعر يفتح الشاعر الإِسلامي المستقبل على


(١) صحيح مسلم ٤ - ١٩٣٥.
(*) قال معد الكتاب للشاملة: ما بين المعقوفين ساقط من المطبوع، كما أن الإشارة إلى الحاشية سقطت كذلك من الطباعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>