كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

المفاوضات بعد إسلام حمزة - ج: 1 - ص: 111

الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦) وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (٣٨)} (١) ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه فلما سمعها منه عتبة أنصت لها , ألقى يديه حلف ظهره معتمدًا عليها يسمع منه , ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها , فسجد ثم قال:

قد سمعت أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك, فقام عتبة إلى أصحابه. فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب, فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد. قال: ورائي أني سمعت قولًا والله ما سمعت مثله قط والله ما هو بالشعر, ولا بالسحر , ولا بالكهانة, فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم , فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ,وإن يظهر على العرب فملكه ملككم , وعزه عزكم , وكنتم أسعد الناس به قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. قال: هذا رأيي , فاصنعوا ما بدا لكم) (٢) لقد هزت الآيات قلبه ولكنها

---

(١) سورة فصلت: الآيات ١ - ٣٨ والآيات التي ذكرت هي التي جاء في الحديث أنه قرأها.
(٢) حديثٌ حسنٌ، رواه ابن إسحاق (ابن هشام ١/ ٢٦٢) بسند صحيح مرسلًا: حدثني يزيد ابن زياد، عن محمَّد بن كعب القرظي، قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة، وكان سيدًا قال يومًا وهو جالس في نادي قريش ..
ويزيد ثقة وهو مولى عبد الله بن عياش. التهذيب (١١/ ٣٢٨) وكذلك محمَّد بن كعب فهو تابعي ثقة. لكنه لم يذكر اسم من حدثه قد يكون صحابيًا، وقد يكون تابعيًا. لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما. الأول عند عبد بن حميد (ابن كثير ١/ ٥٠٢) وفيه ضعف يسير. من أجل رجل لم يوثقه إلا ابن حبان وهو الذيال بن حرملة. وشاهد قصير عند ابن =