يا رسول الله .. إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ولو أننا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل ما نزلت به رجونا عطفه وعائدته وأنت خير المكفولين .. ثم قال:
امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر
امنن على بيضة قد عاقها قدر ... ممزق شملها في دهرها غير
في أبيات قالها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ فقالوا يا رسول الله: خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا بل ترد علينا نساءنا وأبناءنا فهم أحب إلينا فقال: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا أنا صليت بالناس فقولوا: إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمن إلى رسول الله في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم .. فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به؛ فقال رسول الله أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله.
قال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا.
قالت بنو سليم: ما كان لنا فهو لرسول الله .. قال العباس لبني سليم: وهنتموني.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما من تمسك بحقه من هذا السبي منكم فله بكل إنسان ست فرائض من أول شيء نصيبه فردوا إلى الناس أبناءهم