للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: يا رسول الله لم يبلغ ردائي ما تقطع فيه يد رجل قد جعلتها صدقة عليه.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهلا قبل أن تأتيني به" (١)

فالشفاعة تجوز عندما تكون الشكوى في طريقها إلى الحاكم أما إذا وصلت إليه فإن الشفاعة تتحول إلى جرم خطير يهدد الأمن الداخلي للدولة ويمكن للفساد من التسلل إلى جهاز القضاء والعدالة فيها .. وفي التشريع الإِسلامي حدود خمسة لا تجوز الشفاعة فيها هي:

حد السرقة .. وحد شرب الخمر .. وحد الزنا .. وحد القذف .. وحد الحرابة.

وهي حدود ضرورية لحماية الدماء والأموال والأعراض والعقول والأنساب ولا خير في حياة تمتهن تلك الأشياء التي تعادل الحياة نفسها .. وتميز الإنسان وترفعه عن مرتبة الحيوان .. فليس من المستغرب أن يرتكس الإنسان إلى درجة أسفل من درجة الحيوان في تلك اللحظات التي ينتهك فيها تلك الأشياء .. لأنه قد يفعل ذلك بوعي وإرادة وترتيب .. أما الحيوان فهو يسفك ويفترس بدافع غريزي بحت ودون وعي أو ترتيب مسبق .. تلك الأفعال التي يقوم بها الحيوان هي شرط الحياة الوحيد الذي يملكه وهو شرط مبرمج داخله من الخالق سبحانه .. أي أنه لا يمكن له العيش دون ذلك .. أما الإنسان فله طرق كثيرة جدًا للعيش دون الإضرار


(١) حديثٌ حسنٌ رواه الإِمام مالك عن ومن طريقه الضياء في المختارة ٨ - ٢٠ أخبرنا سليمان الطبراني ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن صفوان ابن عبد الله بن صفوان عن جده قال ورواه الإِمام أحمد أيضًا عن حسين بن محمَّد عن سليمان بن قوم عن سماك عن جعيد ابن أخت صفوان عن صفوان وعن عفان عن وهيب عن ابن طاوس عن أمية عن صفوان بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>