للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو ألفيتكم بالخوانق

ألم يك أهلًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق

فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا ... أثيي بود قبل إحدى الصفائق

أتييي بود قبل أن تشحط ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق

فإني لا ضيعت سر أمانة ... ولا راق عيني عنك بعدك رائق

قالت: [نعم فديتك] وأنت فحييت عشرًا وسبعًا وترًا وثمانيًا تترى ...

قال: ثم انصرفت به فضربت عنقه" (١).

كانت المرأة تشاهد عاشقها وهو يضرب بالسيف .. تشاهد رأسه يهوى عن جسده الحبيب .. فلم تحتمل .. ولما سقط على الأرض تخلت عن وقارها وأسرارها وانحدرت من هودجها غير آبهة بما حولها ولا بمن حولها .. انحدرت نحو ذلك الجسد الذي هوى على الأرض كالفجيعة .. وانحنت. بمشاعر تنبض بالموت للموت ..

"جاءت المرأة فوقفت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت" (٢) وجدًا عليه وحزنًا .. كأنها أقسى العشاق وأضعفهم.


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق: السيرة النبوية ٥ - ١٠٠: حدثني يعقوب عن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن الزهري عن ابن أبي حدرد الأسلمي .. يعقوب ثقة: التقريب ٢ - ٣٧٦ وشيخه تابعط ثقة وإمام معروف أما الزيادة فسندها حسن رواها النسائي في السنن الكبرى ٥ - ٢٠١ أنبأ محمد بن علي بن حرب قال أنبأ علي بن الحسن بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس وهذا السند حسن من أجل علي بن الحسين فحديثه حسن إذا لم يخالف وللحديث شاهدان في كل منهما ضعف يسير عند البيهقي في الدلائل ٥ - ١١٦ وبقية رجال النسائي ثقات وهو سندٌ حسنٌ لذاته انظر التقريب (٢ - ٣٥) حيث قال الحافظ صدوق يهم .. من لا يهم.
(٢) انظر ما قبله فهو جزء منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>