للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صحي على المريض والمرض معًا حتى في حالة عدم وجود دولة أو نظام أو أطباء فقال: "إن هذا الطاعون رجز سلط على من كان قبلكم أو على بني إسرائيل فإذا كان بأرض فلا تخرجوا منها فرارًا منه وإذا كان بأرض فلا تدخلوها" (١)

إذًا فقد رجع المريض من حيث أتى أما بقية وفد ثقيف فبايعوا واشترطوا شروطهم .. ولما سألنا "جابرًا عن شأن ثقيف إذ بايعت قال اشترطت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا صدقة عليها ولا جهاد وأنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يقول سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا" (٢)

تلك هي نظرة النبي الحكيم الذي يبحث عن القلوب لا عن الجيوب ..

كان - صلى الله عليه وسلم - يدرك أن هؤلاء القوم الباحثين عن تميز إيجابي لن يرضوا بالنقيصة مستقبلًا فهم وإن امتنعوا عن الجهاد ودفع الزكاة فسيأتي اليوم الذي يشعرون فيه أن امتيازهم هذا تحول إلى نقص في الحقيقة وعيب عندما يرون الأمة كلها تدفع زكاة ربها وتهب كلها للجهاد في سبيل الله ..

ولم يكن النبي يستخدم هذا الأسلوب مع الجماعة فقط بل مع الأفراد أيضًا فقد قدم إلى المدينة رجل يريد الإِسلام ولكن بشرط أعجب من شرط ثقيف: "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن يصلي صلاتين فقبل منه" (٣) لأن المشكلة هنا


(١) صحيح مسلم ٤ - ١٧٣٨.
(٢) حديث صحيح رواه أبو داود ٣ - ١٦٣ حدثنا الحسن بن الصباح ثنا إسماعيل يعني ابن عبد الكريم حدثني إبراهيم يعني ابن عقيل بن منبه عن أبيه عن وهب قال سألت ... وله طريق آخر عند أحمد ٣ - ٣٤١ وفي الآحاد والمثاني ٣ - ١٨٨من طريق ابن لهيعة وموسى بن عقبة عن أبي الزبير سألت جابر وهما طريقان الأول قوي والثاني صحيح.
(٣) سنده صحيح رواه أحمد ٥ - ٣٦٣ ثنا وكيع ثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي =

<<  <  ج: ص:  >  >>