للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتطويل على الناس في الصلاة ليس دليل علم بل دليل جهل إذا كان فيهم الضعيف والمريض .. واتخاذ الأجر على الأذان ينقل الأذان من قائمة العبادات إلى قائمة الحرف والمهن والوظائف الدنيوية .. وقد يفقد صاحبها ذلك الحلم الرائع الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة عندما يكون "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" (١) وهذا ما يبحث عنه عثمان الذي يواصل حديثه الممتع فيقول "فخرجت حتى قدمت عليه مرة أخرى فقلت يا رسول الله اشتكيت بعدك" (٢)

فـ"شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعًا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثًا .. وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وحاذر" (٣) وشكا له أمرًا آخر يجده في صلاته "فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي .. فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثًا .. قال: ففعلت ذلك .. فأذهبه الله عني" (٤)

ومثل هذا الشيطان الذي عرض لعثمان في صلاته شياطين آخرون يعرضون لكل مسلم يصلي وبطريقة غاية في الخبث .. فهم يشغلون المصلي بالطريقة التي يحبها المصلى نفسه .. فهو يأتي التاجر أثناء صلاته بقائمة من


= كبير القدر سير أعلام ٤ - ٤٩٤ أما مطرف بن عبد الله فتابعي كبير ثقة التقريب ٢ - ٢٥٣.
(١) صحيح مسلم ١ - ٢٩٠.
(٢) هو آخر حديث عثمان السابق.
(٣) صحيح مسلم ٤ - ١٧٢٨.
(٤) صحيح مسلم ٤ - ١٧٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>