للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسامة خلفه ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى:

أيها الناس السكينة .. السكينة

كلما أتى جبلًا من الجبال أرخى لها قليلًا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة" (١) ولما سئل أسامة بن زيد رضي الله عنه عن طريقة سير النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو مزدلفة: "كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في حجة الوداع حين دفع قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص" (٢) أي كان يسير ببطء في المكان الضيق حتى لا يتضايق من وراءه من الزحام فإذا وجد طريقًا فسيحًا أنطلق ..

ويقول: "ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال: أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع" (٣) أي ليس البر أن ترغموا الرواحل على السرعة .. واستمر الحال على ذلك حتى توقف النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطريق .. وعن ذلك التوقف يقول رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد رضي الله عنه: "دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت: الصلاة يا رسول الله .. فقال: الصلاة أمامك فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلى ولم يصل بينهما" (٤)


(١) حديث جابر.
(٢) صحيح البخاري ٢ - ٦٠٠.
(٣) صحيح البخاري ٢ - ٦٠١.
(٤) صحيح البخاري ١ - ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>