للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول ربيعة الديلي:

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول:

يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا.

ويدخل في فجاجها (١) والناس متقصفون (٢) عليه، فما رأيت أحدًا يقول شيئًا، وهو لا يسكت يقول:

يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا).

نعم .. تفلحوا إنه لا يريد مالكم ولا متاعكم .. ما يريده هو العودة بهذا القطيع الشارد إلى موارد الماء والكلأ .. بعد أن تاه في صحاري الشرك الشاسعة .. التي تقطع الأعناق باللهاث خلف سرابها.

لكن قريشًا لا تدعه .. لا ترحمه .. حتى وهو يخاطب من ليس منها لا تدعه .. يصف ربيعة ما رأى فيقول:

(إلا أن وراءه رجلًا أحول وضىء الوجه، ذا غديرتين، يقول:

إنه صابئ كاذب. فقلت: من هذا؟ قالوا:

هذا محمد بن عبد الله وهو يذكر النبوة. قلت:

من هذا الذي يكذبه. قالوا: عمه أبو لهب) (٣).


(١) الفجاج الطريق الواسع.
(٢) مجتمعون عليه.
(٣) حديثٌ حسنٌ. أي لغيره. لأن الإِمام أحمد رواه (الفتح الرباني ٢٠/ ٢١٦) من طريق عبد الرحمن ابن أبي الزناد، وقد ساء حفظه عندما قدم بغداد، وربما كان هذا الحديث منها، وبقية رجاله ثقات، وللحديث شاهد قوي يجعله حسنًا. وهو الحديث التالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>