إن نزول المصطفى-صلى الله عليه وسلم- بالخيمتين متواتر في أخبار صحيحة ذوات عدد، وإن الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يتهمون بوضع الحديث والزيادة والنقصان، وقد أخذوه لفظًا بعد لفظ عن أبي معبد وأم معبد، ومنها أنه له أسانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه والأب عن جده لا إرسال ولا وهن في الرواة، ومنها إن الحر بن الصباح النخعي أخذه عن أبي معبد كما أخذه ولده عنه، فأما الإسناد الذي رويناه بسياقه: الحديث عن الكعبين فإنه إسنادٌ صحيحٌ عال للعرب الأعاربة، وقد علونا في حديث الحر بن الصباح هذا ما قاله الحاكم رحمه الله. لكن هناك ملاحظات على قوله رحمه الله منها: أن الحديث حسن لكن ليس بهذا النص لشدة ضعف طرقه ... خاصة حديث الحر بن الصباح ففي سنده متهم. ومنها: أن الشعر المذكور وأن قائله من الجن يحتاج إلى طرق أخرى تقويه لكن الحديث حسن برواية البيهقي والبزار اللتين ذكرهما ابن كثير في السيرة (٢/ ٢٥٨) وهي رواية مختصرة.