للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه ليحدِّث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم، فعجل أن يضع الذي يخترف فيها، فجاء وهي معه .. وسمع من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ورجع إلى أهله ..

وقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: أي بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري .. وهذا بابي .. قال - صلى الله عليه وسلم -:

"انطلق فهيئ لنا مقيلًا"، فذهب فهيأ ثم جاء .. فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد هيأت مقيلًا، قوما على بركة الله فقيلا) (١).

لقد ذهب عبد الله بن سلام .. سمع وعاد فمتى أسلم وكيف أسلم؟ يقول أنس: (فلما جاء نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جاء عبد الله بن سلام فقال:

أشهد أنك نبي الله حقًا، وأنك جئت بحق، ولقد علمت يهود أني سيدهم، وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم .. ، فادعهم فسلهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت، قالوا فيَّ ما ليس فيَّ، فأرسل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"يا معشر اليهود، ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًا، وأني جئت بحق أسلموا" فقالوا: ما نعلمه) (٢). ترى هل أسلم هذا العالم المثقف لمجرد رؤيته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون استفسار .. دون سؤال أو حصول على علامة وبيان .. ؟ هذا ما لا يفعله عادة المثقفون والعلماء وعبد الله بن سلام منهم .. فهو لم يسلم مباشرة .. أنس بن مالك مرة أخرى يتحدث .. مرة أخرى يخصص حديثه عن ابن سلام .. فيقول:


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٩١١) والبيهقيُّ واللفظ له (٢/ ٥٢٨).
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٩١١) والبيهقيُّ واللفظ له (٢/ ٥٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>