للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيدنا وابن سيدنا .. قال -صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ " قالوا: أعاذه الله من ذلك .. ، فخرج عبد الله، فقال:

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. قالوا:

شرنا وابن شرنا .. وتنقصوه (١). قال ابن سلام: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله) (٢).

هذا هو الفرق بين اليهود والنصارى بل وغير النصارى غالبًا فالنصارى ضلوا الطريق فسماهم الله (الضالين) .. أما اليهود فهم يعرفون الحق ويتركونه ولذلك وصفهم الله بـ: (المغضوب عليهم) والتاريخ يحدثنا عن اليهود كثيرًا وعن رفضهم وقتلهم الأنبياء والمصلحين .. بل إنهم سبب ضلال النصارى (٣) وبعدهم عن الحق .. فلا غرابة ولا عجيب أن رفضوا رسالة الإِسلام، لا سيما وأن النبي -صلى الله عليه وسلم - ليس منهم .. هؤلاء يهود .. وغبي كل الغباء من يظن أنهم غير ذلك .. والتاريخ شاهد والواقع على طرقاتنا يتلو علينا كل صباح مؤامراتهم ..

فلننصرف عنهم كما انصرفوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - .. ولندخل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى دار أبي أيوب .. الذي أصبح مقرًا مؤقتًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - ريثما يجد له منزلًا مستقلًا به وبزوجته القادمة سودة رضي الله عنها .. فتحنا الباب فوجدنا أبا أيوب رجلًا من كرم .. رجلًا من شعور .. مهذب

وحساس ومحب لله ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم - وللإسلام أكثر من نفسه .. كان صدره أفسح من بيته .. وكانت يداه غيمتين .. جدران بيت أبي أيوب


(١) عابوه.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ واللفظ له (٢/ ٥٢٩).
(٣) كما مر معنا في قصة بولس أو شاءول.

<<  <  ج: ص:  >  >>