للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين (١) .. فأخبرته خبري وما أمرني به صاحباي .. فقال: أقم عندي .. فأقمت عنده .. فوجدته على أمر صاحبيه .. فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت .. فلما حضر قلت له:

يا فلان .. إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان .. ثم أوصى بي فلان إلى فلان .. ثم أوصى بي فلان إليك .. فإلى من توصي بي وتأمرني ..

قال:

يا بني .. والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه .. إلا رجلًا بعمورية (٢) من أرض الروم .. فإنه على مثل ما نحن عليه .. فإن أحببت فأته .. فإنه على أمرنا.

فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية .. فأخبرته خبري .. فقال: أقم عندي .. فأقمت عند خير رجل على هدي أصحابه وأمرهم ..

واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة .. ثم نزل به أمر الله .. فلما حضر قلت له: يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان .. ثم أوصى بي فلان إلى فلان .. ثم أوصى بي فلان إلى فلان .. ثم أوصى بي فلان إليك .. فإلى من توصي بي .. وبم تأمرني؟ قال:

أي بني .. والله ما أعلم أصبح أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه .. ولكن قد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم .. يخرج بأرض العرب .. مهاجره إلى أرض بين حرتين (٣) .. ، بينهما نخل .. به


(١) مدينة من مدن الجزيرة.
(٢) مدينة بآسيا الصغرى (تركيا الآن).
(٣) الحرة: أرض ذات أحجار سوداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>