للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما راموا البيت حتى انفجرت السماء بمائها، وكظ (١) الوادي بثجيجه، فلسمعت شيخان قريش، وهي تقول لعبد المطلب:

هنيئًا لك يا أبا البطحاء - هنيئًا .. أي بك عاش أهل البطحاء، وفي ذلك تقول رفيقة بنت صفي:

بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا ... وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر

فجاء بالماء جونى له سبل ... ودان فعاشت به الأمصار

سبيل من الله بالميمون طائرة ... وخير من بشرت يومًا به

مبارك الأمر يستسقى الغمام ... ما في الأنام له عدل ولا (٢)

عادت الحياة خضراء في مكة .. واهتزت الأرض وربت بفضل ربها .. وضحك الربيع للجميع .. لكن السعادة لم تدم لمحمد .. فها هو بعد مدة ليست بالطويلة يبكي خلف سرير عبد المطلب بحرقة ومرارة .. لقد مات عبد المطلب جده وآخر آبائه.


(١) ضاق الوادي من كثرته.
(٢) هذا الخبر حسن، فقد رواه البيهقي من طريقين: الأول: عبد الرحمن بن حميد الخلال، حدثنا يعقوب بن محمَّد بن عيسى، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن حويصة، حدثني مخرمة بن نوفل، عن أمه رقيقة بنت صيفى.
والطريق الثاني: زكريا ابن يحيى بن عمر الطائي، حدثني زحر بن حصين عن جده حميد بن منهب، قال: قال عمي عروة بن مضرس، يحدث عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة ... وفي الطريق الأول عبد العزيز بن عمران، اختلط ففحش غلطه، وهو غير متهم، والآخر يعقوب بن محمد؛ فيه ضعف يسير. انظر التقريب (١/ ٥١١) (٢/ ٣٧٧) أما الطريق الثاني ففيه زكريا الطائي، وهو ضعيف، وشيخه زحر مجهول. المغني (١/ ٢٣٨) (١/ ٢٤٠). ورواه ابن سعد من طريق الكلبي، وتوبع الكلبي عند البلاذري. (أنساب الأشراف ٨٢) وقد نسب صاحب السيرة الشامية الحديث للطبراني وابن أبي الدنيا. (٢/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>