للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ْأَنْفُسَكُمْ} .. وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسر) (١) وجعل الأكل والشرب والجماع مباحًا حتى طلوع الفجر .. فيمتنع المسلم من الأكل والشرب و .. حتي يغيب قرص الشمس حيث قال -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه:

"إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" (٢).

أما عن الصوم الاختياري في أول الأمر فقد تغير وألغى كما قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: (لما نزلت هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} .. كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي فعل .. حتى نزلت هذه الآية التي بعدها فنسختها) (٣).

فما هي الآية التي بعدها والتي نسختها وغيرت كل الأحكام السابقة التي مرت معنا؟. هذه الآية هي في قوله سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ


(١) حديث صحيح. صححه الإمام الألباني في صحيح سنن أبى داود (٢/ ٤٤٠).
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح الجامع الصغير (١/ ١٢٧).
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري وأبو داود واللفظ له (صحيح أبى داود ٢/ ٤٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>