أما حمزة فقد شق صفوف الوثنيين بسيفه .. يتساقطون أمامه واحدًا واحدًا .. أحد الجبناء: أمية بن خلف كان ينظر إليه وينتفض وينتفض السيف في يده وتنتفض الريشة التي زين بها حمزة صدره .. أمية بن خلف كان يرتعد خوفًا ويقول لمن حوله:(ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل) .. وهو لم يحدد من ذلك الشخص بعد .. لم يعرف أنه حمزة بعد .. وكان أحد ضحايا حمزة رجل من مشاهير قريش اسمه: طعيمة بن عدي وهو أخو المطعم بن عدي .. ومن مكان آخر انطلق عبد الرحمن بن عوف وانطلق الشابان من حوله .. يتسابقان نحو رأس أبي جهل .. لكن كيف والمشركون كالشجر الملتف حوله .. يحمونه من سيوف المهاجرين والأنصار .. أي سيف سيشق طريقًا نحو أبي جهل .. أي سيف سيجز ذلك الشجر الوثني الملتف حول أبي جهل .. الذين صنعوا الأحداث يتحدثون ..
عبد الرحمن بن عوف يقول للغلامين وسط الموت والسيوف:
(نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكم الذي تسألان عنه [فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين] فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه فقال:
أيكما قتله؟ قال كل منهما: أنا قتلته، قال - صلى الله عليه وسلم -: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - في السيفين فقال: كلاهما قتله، وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، والآخر معاذ بن عفراء) (١) هذا ما حدث باختصار .. أما التفاصيل فعند من خاض سيفه في تفاصيل أبي جهل .. التفاصيل عند معاذ بن عمرو بن الجموح .. فبعد أن أشار عبد
(١) حديث صحيح. رواه البخاري ومسلمٌ وما بين المعقوفين عند البخاري (ابن كثير ٢/ ٤٤٢)