للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنها مرضت، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن لك أجر رجل ممّن شهد بدرًا وسهمه) (١).

لكن أين رقية .. أين حبيبتك يا عثمان .. أين حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانته .. ؟ الإجابة حزن على وجه عثمان وعلى وجه أسامة.

ماتت رقية ووالدها بعيد عنها .. ماتت قبل أن ترى والدها وتطمئن على سلامته .. دون أن ترى أختها الحزينة زينب .. ها هو الحزن من جديد يخيم على بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فاطمة تبكي وأم كلثوم تبكي حزنًا على رقية .. زهرة تذبل وشباب يختفي أمام عينيهما .. كم لعبوا سويًا .. كم ضحكوا وتراكضوا وتسابقوا إلى حضن خديجة .. كم تواثبوا وتزاحموا ليركبوا على ظهر محمَّد .. ما أحوج فاطمة وأم كلثوم إلى أبيهما .. ما أحوجهما إلى خديجة .. ما أحوجهما إلى أختهما الكبيرة زينب .. ينثران على صدرها شيئًا من الدموع .. فزينب بعيدة هناك .. حزينة هناك .. في مكة لا يعلمان عنها شيئًا ... ولا تعلم عنهم شيئًا ..

ماتت رقية قبل أن يصل زيد بالخبر .. فقد (وافق زيد بن الحارثة ابنه أسامة حين سوى التراب على رقية بنت رسول الله، فقيل له: ذاك أبوك حين قدم، قال أسامة فجئت وهو واقف للناس يقول: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل، ونبيه ومنبه وأمية بن خلف، فقلت: يا أبت أحق هذا؟ قال: نعم والله يا بني) (٢) ويختلط الحزن في أجواء المدينة بالفرح، ويبتهج بقية المهاجرين والأنصار بالخبر الذي لا يصدقه إلا


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٤٠٦٦).
(٢) حديثٌ حسنٌ. رواه ابن إسحاق ومن طريقه الحاكم (٣/ ٢١٧): حدثني عبد الله بن أبي بكر، وصالح بن أبي أمة عن أبيه .. وهذان طريقان يقوى بعضهما بعضا لأن صالحًا لم يوثقه إلا ابن حبان. ويشهد للحديث حديث أسامة السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>