للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبيًا يهديهم إلى الحق وينقلهم من الظلمات والشرك إلى التوحيد والنور .. لقد كانوا ينتظرون ملكًا يبيدون به الجيويش ويتحكمون به في العالم .. نبيًا يريدونه من نسل يعقوب وإسحاق لا من أبناء العمومة - أبناء إسماعيل .. وهذا أحد اليهود يتلفظ قبل وفاته بهذه الأمنية .. ويبين لمن حول فراشه وهو يموت سبب قدومه إلى يثرب التي يسميها أرض البؤس والجوع .. تاركًا وراءه أرض الخضرة والخمر والأنهار .. يروي لنا هذه القصة رجل من يهود بني قريظة هداه الله للإسلام .. ويحدث من نقل لنا هذه الرواية فيقول:

(هل تدري عمَّ كان إسلام ثعلبة بن سعيد وأسيد بن سعية، وأسد ابن عبيد -وهم نفر من بني هذل إخوة بني قريظة- كانوا معهم في جاهليتهم ثم كانوا سادتهم في الإِسلام؟

قلت: لا. قال: فإن رجلًا من اليهود من أرض الشام يقال له ابن الهيِّبان قدم علينا قبل الإِسلام بسنين، فحل بين أظهرنا، لا والله ما رأينا رجلًا قط لا يصلى الخمس أفضل منه. فأقام عندنا فكنا إذا قحط عنا المطر قلنا له: اخرج يا ابن الهيِّبان فاستسق لنا. فيقول: لا والله حتى تقدموا بين يدي مخرجكم صدقة، فنقول له: كم؟ فيقول: صاعًا من تمر، أو مدين من شعير.

قال: فنخرجها، ثم يخرج بنا إلى ظاهر حرتنا فيستسقى لنا، فوالله ما يبرح مجلسه حتى يمر السحاب ويسقي. قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثًا. ثم حضرته الوفاة عندنا، فلما عرف أنه ميت قال:

يا معشر يهود .. ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قلنا: أنت أعلم. قال: فإني إنما قدمت هذه البلدة أتوكف

<<  <  ج: ص:  >  >>