أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم ولرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة، لم يقسم لرجل من الأنصار غيرهما) (١).
هذه هي قصة يهود بني النضير .. قدموا إلى المدينة بحثًا عن النبي المنتظر فلما بعث هذا النبي وجدوه عربيًا وليس من بني إسرائيل .. كرهوه .. وعاهدوه على مضض ولما حانت لهم الفرصة خانوه ونقضوا كل عهودهم ومواثيقهم معه فعاقبهم الله بالشتات فاستأنفوا رحلة الضياع من جديد بعد أن حاصرهم المسلمون .. فصاروا يخربون بيوتم غيظًا وحسدًا حتى لا يستفيد منها المسلمون .. من بعدهم .. لكن الغيظ القاتل جلل اليهود. ورافقهم عندما وجدوا المسلمين أنفسهم يخربون تلك البيوت ولا يكترثون .. فالمسلمون لم يحاصرا بني النضير من أجل بيوتهم وأموالهم .. بل لأنهم خونة .. وإذا كان اليهود يرون في تلك البيوت ثروة للمسلمين فالمسلمون لا يريدون تلك الثروة ولا يقبلون بقاء الخونة بينهم أو في جوارهم .. بل لقد أقدم المسلمون على تصرف يحرقون به آثار اليهود .. يخبرنا عن ذلك (أحد الصحابة رضي الله عنه في قوله:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}
(١) صحح إسناده الإِمام الألباني في كتابه. صحيح سنن أبي داود (٢/ ٥٨٢) حديث (٣٠٠٤) فقد قال: صحيح الإسناد .. وليس كما قال حفظه الله .. فإسناده عند أبي داود: حدثنا محمَّد بن داود بن سفيان، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهريّ عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا الإسناد ضعيف لأن شيخ أبي داود مجهول الحال وهذه هى ترجمته في التهذيب (٩/ ١٥٤): روى عن عبد الرزاق ويحيى بن حسان، وعنه أبو داود ثم إنه أخطأ في سند هذا الحديث فقد ذكر أن شيخ الزهريّ هو عبد الرحمن بن كعب والذي عند عبد الرزاق (٥/ ٣٥٧) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك .. وهذا الراوي قال عنه الحافظ: فيه نظر (التعجيل ٢٢٧) أما عبد الرحمن فثقة مع احتمال الانقلاب في الاسم ولمزيد من التفصيل راجع موسوعة السيرة.