للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم - فيزوجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به! فقالت: إنك إذا جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجك. قال: فوالله ما زالت ترجيني، حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما جاء بك، ألك حاجة؟ فسكت. فقال: ما جاء بك، ألك حاجة؟ فسكت، فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت: نعم. فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت: لا، والله يا رسول الله. فقال: ما فعلت درع سلحتكها؟ -فوالذي نفس عليٍّ بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعة دراهم- فقلت: عندي. فقال - صلى الله عليه وسلم -: قد زوجتكها فابعث إليها بها فاستحلها به.

فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (١) وريحانة حبيب الله وخير نساء الدنيا والآخرة .. وتغادر الفتاة بيت أبيها إلى بيت ليس فيه شيء سوى الحب وأحلام الشباب .. بيت لو تجولت فيه عيناك لفاضت بدموعٍ كما فاضت عينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى بيتًا شبيها ببيت فاطمة وعلي .. يقول عمر رضي الله عنه:

(دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو على حصير، فجلست، فإذا عليه إزار، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، وقرظ (٢) في ناحيةٍ في الغرفة، وإذا إهاب (٣) معلق،


(١) سند قوي. رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي (٣/ ١٦٠) حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن علي رضي الله عنه، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من شيخه الثقة عبد الله بن أبي نجيح (التقريب ١/ ٤٥٦) وشيخه هو الإِمام والتابعي الثقة مجاهد بن جبر المخزومي بالولاء. (التقريب ٢/ ٢٢٩) وسماع عبد الله بن مجاهد صحيح في غير التفسير.
(٢) القرظ: شيء يدبغ به الجلد.
(٣) الإهاب: هو الجلد قبل دبغه, قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دبغ الإهاب فقد طهر" رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>