للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووسادة من الجلد محشوة بحشيشة الإذخر .. فقر تصعب معه الحياة إلا إذا كان الحب والإيمان عميقًا وفسيحًا كما هو في قلبي فاطمة وعلي رضي الله عنهما ..

فرح علي بفاطمة .. وفرحت المدينة بعلي وفاطمة ..

وفي مثل هذا الفرح الغامر يقول - صلى الله عليه وسلم -: (أعلنوا النكاح) (١) فإعلان الزواج ابتهاج بالجميل .. وابتهاج بالاجتماع والمصاهرة والحلال ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم - لأمته: (فصل ما بين الحلال والحرام الدف، والصوت في النكاح) (٢) .. وها هو - صلى الله عليه وسلم - يستمع إلى الدف والصوت .. أي الغناء في مناسبة كهذه فيعلن الحب لهؤلاء الذين يضربون الدف ويحلف بالله على حبه لهؤلاء الذين يغنون.

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحي من بني النجار، وإذا جوار يضربن بالدفوف يقلن:

نحن جَوار من بني النجار ... يا حبذا محمَّد من جار

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم الله أن قلبي يحبكم) (٣) ويقول رضي الله عنه:

(أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءً وصبيانًا مقبلين من عرس فقام ممتنًا فقال: اللَّهم أنت من أحب الناس إلي) (٤) .. وها هو عامر بن سعد بن أبي وقاص وهو


(١) حديثٌ حسنٌ. (صحيح الجامع ١/ ٢٤٣).
(٢) حديثٌ حسنٌ. (صحيح سنن النسائي ٢/ ٧٠٩).
(٣) سنده صحيح. رواه البيهقي (٢/ ٥٠٨) وابن ماجة (الصحيح للألباني ١/ ٣٢٠).
(٤) حديث صحيح. رواه البخاري (٥١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>