للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه غير مسلم .. بل هو مسلم .. لكن هناك فرق بين الاستشهاد والانتحار .. وهذا البطل المجاهد قد انتحر .. لم يصبر لتقتله جروحه أو ليشفى منها .. لم يقتله أحد .. بل هو الذي قتل نفسه .. ولو أدرك ما للجراح والآلام من منافع لطلب المزيد، قال - صلى الله عليه وسلم -:

(إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: أكتب له صالح عمله، فإن شفاه غسله وطهّره، وإن قبضه غفر له ورحمه) (١)، ويقول تعالى:

(إذا ابتليت عبدي المؤمن، فلم يشكني إلى عواده، أطلقته من إساري، ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، ثم يستأنف العمل) (٢)، ويبدأ من جديد مطهرًا من كل ذنب .. ويقول - صلى الله عليه وسلم - عن الذين يكثر ابتلاؤهم وامتحانهم في الدنيا:

(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن الله تعالى إذا أحبّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط) (٣).

أمّا عن مثل هذا المسلم الشجاع .. فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم، خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا، فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم، خالدًا مخلدًا فيها أبدًا) (٤).

أمّا الشهيد .. فـ (للشهيد عند الله سبع خصال:


(١) حديث صحيح (صحيح الجامع-١/ ١١٠).
(٢) حديث صحيح (صحيح الجامع-٢/ ٧٩٣) وهو حديث قدسي.
(٣) حديث صحيح (صحيح الجامع- ١/ ٤٢٤).
(٤) حديث صحيح (صحيح الجامع-٢/ ١١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>