للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع، فينظر ما يصير إليه أمره، حتى أصابه جرح أذلقه (١)، فاستعجل الموت، فوضع قائم سيفه بالأرض، ثم وضع ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره.

وخرج الرجل يعدو ويقول: أشهد أن لا إله إلَّا الله .. وأشهد أنك رسول الله .. حتى وقف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: وذاك ماذا؟ فقال: يا رسول الله .. الرجل الذي ذكر لك، فقلت: من أهل النار، فاشتدّ ذلك على المسلمين، وقالوا: أيّنا من أهل الجنّة إذا كان فلان من أهل النار؟ فقلت: يا قوم أنظروني، فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم، فجعلت أشدّ معه إذا شد، وأرجع معه إذا رجع، انظر إلى ما يصير أمره، حتى أصابه جرح أذلقه، فاستعجل الموت، فوضع قائم سيفه بالأرض، ووضع ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره، فهو ذاك يا رسول الله، يضطرب بين أضغاثه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يبدو للناس وإنه من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وإنه لمن أهل الجنّة) (٢)، كما في قصة عمرو بن أقيش الذي لم يسلم إلَّا وسط المعركة واستشهد ودخل الجنّة .. وهو لم يصلّ لله ركعة واحدة .. وأمّا هذا البطل المجاهد فهو من أهل النار .. ليس


(١) بلغ به الألم أشده.
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (٤٢٠٢) وأبو يعلى (زوائد- ١/ ٤٢٨) واللفظ له وسنده عنده، حسن: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن القاصد عن أبي حازم، عن سهل بن سعد .. وهذا السند حسن من أجل سعيد ...
ملاحظة ورد في الزوائد أنه: سعيد القاص والصواب: القاضي، فهو قاضي بغداد وليس في ترجمته ما يدل على إنّه قاص .. وأبو حازم تابعي لم يسمع إلا من سهل (جامع التحصيل- ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>