للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا أبا القاسم، أين كنت؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك، حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي. ثم حدثتها بالذي رأيت، فقالت:

أبشر يا ابن العم، واثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة. ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة ابن نوفل، فأخبرته بما أخبرها به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال ورقة بن نوفل:

قدوس .. قدوس .. والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاء الناموس الأكبر، الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة وقولي له فليثبت.

فرجعت خديجة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته بقول ورقة، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جواره وانصرف صنع كما يصنع، بدأ بالكعبة، فطاف بها، فلقيه ورقة بن نوفل، وهو يطوف بالكعبة فقال:

يا ابن أخي، أخبرني بما رأيت وسمعت .. فأخبره، فقال له ورقة:

والذي نفسي بيده، إنك لنبى هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر، الذي جاء موسى، ولتكذبنه، ولتؤذينه، ولتخرجنه، ولتقاتلنه، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرًا يعلمه. ثم أدنى رأسه منه، فقبل يافوخه، ثم انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله) (١).


(١) إسنادُهُ صحيحٌ: رواه ابن إسحاق: حدثنا وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عميرة بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النبوة .. وهذا الإسناد صحيح: ابن إسحاق لم يدلس، ووهب تابعي ثقة .. انظر: تخريج أحاديث السيرة (١/ ٢٢٣) وسيرة ابن كثير (١/ ٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>