وبينما كان نائمًا (جاءه جبريل بأمر الله تعالى. قال -صلى الله عليه وسلم-: فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب، فقال:
اقرأ. قلت: ما أقرأ؟ فغتني، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلنى، فقال:
اقرأ. قلت: ماذا أقرأ؟ فغتني، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال:
اقرأ. قلت: ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك إلا افتداءً منه أن يعود لي. بمثل ما صنع بي. قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)}.
فقرأتها، ثم انتهى وانصرف، وهببت من نومي، فكأنما كتب في قلبى كتابًا.
فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتًا من السماء يقول:
يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل.
فرفعت رأسي إلى السماء، فأنظر فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول:
يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل.
فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهى عنه في آفاق السماء، فما أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفًا ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي فبلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف مكاني ذلك، ثم انصرف عني، وانصرفت راجعًا إلى أهلي، حتى أتيت خديجة، فجلست إلى فخذها مضيفًا إليها، فقالت: