ما أجل هذا النبي الوفي .. تطلق وجهه لما رأى تلك العجوز .. التي كانت تزورهم أيام خديجة .. وأضاف إلى جمال وفائه جمالًا آخر عندما غيّر اسمها .. نزع عنها ذلك الاسم الثقيل الذي جمع في معناه أشياء كثيرة وكريهة .. فهو يعني الكابوس .. والبليد الذي لا ينهض للمكارم .. والكسلان الذي يتبرّم بالحركة .. غيّره .. استبدله بـ "حسانة" .. اسم كالابتسامة .. في بيت النبوة أفراح وأعراس .. يهفو لمثلها شاب حزين .. يرنو إلى غسل ما بداخله من هموم .. شاب مثقل بالمسؤوليات .. لكن الحيرة في اختيار زوجة تشغله .. فهو جديد على مثل هذه التجربة .. ولديه من الأيتام الكثير .. هل يتزوج فتاة صغيرة في مثل سنّ أخواته .. يقضى معها أيام مرح وسعادة .. أم يضحي بسعادته من أجل أخواته المسكينات ويتزوج امرأة سبق لها أن تزوجت .. سبق لها أن كانت ربّة بيت لتعتني بأخواته الصغيرات وبه أيضًا ..
سنترك هذا الصحابي ليقرّر .. فنحن على عجلة من أمرنا .. فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قرّر أن يتوجّه إلى أرض نجد .. حيث تعدّ له قبيلة غطفان جيشًا لحربه ..
تزوّج ذلك الشاب .. ولما دعا داعي الجهاد ودّع زوجته وأخواته ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو أرض نجد .. فهو لن يتخلّف عن أي غزوة
= الحديث، إذا لم يخالف .. توثيقه قوي وجرحه غير مفسر، قال أبو داود: ثقة، وقال الطيالسي وهو تلميذه: ثقة، وقال البزار: ثقة، وقال ابن وضاح: ثقة وقال ابن عدي: عزيز الحديث روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه وهو عندي لا بأس به ولم أر له حديثًا منكرًا، وقال العجلي جائز الحديث .. أما جرحه فقد قال الدارقطى: ليس بالقوي. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم أما ابن معين فقال مرة: ضعيف وقال مرة: لا شيء .. وهو يعني هذه من ليس له من الحديث إلا القليل .. وهذا الجرح غير مفسر ولا ينهض أمام ذلك التوثيق المعتبر- التهذيب (٤/ ٣٩١).