للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يجدوا من يعاتبهم أو يلومهم .. أو حتى يذكرهم بمواقفهم .. انتهى كل شئ فالإسلام يمحو ما قبله .. أدرك هؤلاء أن دين الله الصحيح أرحب من أن يحبس في حصن من حصون يهود .. وأعظم من أن تستقل به قبائل بني إسرائيل .. خرج هؤلاء فوجدوا أذرعًا وقلوبًا مفتوحة .. ووجدوا رسول الله والإِسلام .. وأما من أغلقوا على أنفسهم أبواب الحصن والعناد والتعصب .. فقد وصل إليهم سعد بن معاذ كما طلبوا .. وصل سعد على حماره .. قطع تلك المسافة ليرضى الله ورسوله .. ولتقر عينه من بني قريظة الخونة .. كان:

وصول سعد بن معاذ إلى ذلك المكان يحبس الأنفاس .. شاهده النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قادم .. وكان - صلى الله عليه وسلم - في مسجده المؤقت قرب الحصن .. فسر لمرآه .. وهتف بأصحابه: (قوموا لسيدكم) (١) يقول أبو سعيد الخدري رضى الله عنه: (نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد، فأتى على حمار، فلما دنا قريبًا من المسجد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قوموا لسيدكم، أو لخيركم، ثم قال: إن هؤلاء نزلوا على حكمك) (٢).

كل هذا يحدث ومازال أمام اليهود فرصة للحياة بالإِسلام .. لكنه الحسد .. كيف يخضع بنو إسرائيل لعربي .. وكأن الإِسلام والتوحيد جاءا من أجل العرب لا من أجل الدنيا كلها .. اكتفوا بمناشدة سعد والتوسل إليه .. فماذا قال سعد يا عائشة .. ؟ تقول رضي الله عنها إن اليهود: (قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ، فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه، وحف به قومه.


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤١٢١).
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (٤١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>